ندوة حول ” أي دور للإعلام في فضح لوبيات العقار واستغلال النفوذ”

من أجل الوقوف على ما يتعرض له ذوي الحقوق من المواطنين المهددين بالإفراغ أو الذين استحوذت على أراضيهم مافيات العقار، نظمت كل من الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان والعصبة الدولية للصحافيين الشباب بتنسيق مع الاتحاد المغربي للشغل، إلى جانب عدد من الضحايا، وبحضور منابر إعلامية،ندوة صحفية تحت عنوان”أي دور للإعلام في فضح لوبيات العقار واستغلال النفوذ”،عشية يوم الثلاثاء 30 شتنبر2014 بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالدارالبيضاء،سلطت من خلالها الأضواء على هدا الملف الذي أصبح ككرة ثلج، من أجل وضع حد للشطط في استعمال السلطة واستغلال النفوذ،والمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع من طرف الجهات المختصة، حول استمرار الإستفزاز والمضايقات والتدخل من أجل فرض تطبيق القانون وإرجاع الحقوق إلى ذويها،وطالبت الهيئة الحقوقية والعصبة الدولية للصحافيين خلال هذه الندوة، باعتماد مقاربة حقوقية وقانونية، بغرض كشف التلاعب في وثائق الأراضي التي توجد في ملكية المواطنين المهددين بالتشرد والضياع، مستنكرين التهديدات والمضايقات التي تعرض لها ذوي الحقوق، مع المطالبة بحمايتهم من نفوذ هذه اللوبيات التي تتقوى وتتغدى من علاقاتها النافذة.
فعمليات الاستيلاء على أراضي الناس تتشابه،وتبدأ العملية تماما كما لو أن الأمر يتعلق بمعركة، في البداية يأتي المحتالون إلى منطقة معينة ليختبروا الميدان ويسألوا عن أصحاب الأرض، وعندما يتأكدون أن أصحابها توارثوها أبا عن جد وأنهم لا يتوفرون على أوراق ووثائق تؤكد ملكيتهم لها، أو أنهم غائبون، أو أن الأرض ذات ملكية جماعية، أو أنه مختلف حولها بين عدة أطراف، فإنهم يبدؤون عملهم على الفور.
هذه هي البداية، وبعد ذلك تختلف الوسائل حسب قوة الإمكانيات التي تمتلكها كل شبكة، ومدى النفوذ الذي يتمتع به ناهبو الأراضي.
فهناك مئات، أو حتى آلاف الحكايات في المغرب عن استيلاء شبكات منظمة على أراضي المواطنين،ومن بين الشهادات التي تم عرضها خلال هذه الندوة شهادة المواطن السيد “أحمد شويخي”وأفراد عائلته المسنين من جماعة كيسان،دوار خض البغال،مدينة تاونات وهي ملكية مضمنة تحت عدد 427 صحيفة 86 كناش 8 مؤرخة في 28 يونيو1991 ،تقدر مساحتها ب 20 هكتار،المسماة “السداري”والذي وجد نفسه ورفقة عائلته من دونها،بعدما استولى عليها أحد القضاة سابقا رفقة أخيه الذي كان يشغل أيضا رئيس كتابة بالضبط سابقا بمحكمة الاستئناف الدارالبيضاء، رغم أن ” أحمد شويخي ” يملك وثائق شرعية والأرض في ملك عائلته بالمحافظة العقارية،وبناءا على منشور وزير الداخلية أنداك يأمر فيه بتجديد أي ارض عقودها قديمة، حصل من عمالة تاونات على شهادة إدارية تحت رقم 427 فجدد ملكيته للأرض من طرف عدلين أدلى لهما بالشهادة الإدارية مع 12 شاهد وحصل بموجب ذلك على شهادة الملكية الجديدة ،بعدها قام القاضي السابق رفقة أخيه حسب إفادة الضحية بتهديد الشهود بعدم معرفتهم لحدود الأرض وإلزامهم بالتراجع عن هذه الشهادة وخيرهم بين ذلك وبين السجن، فقام أخ القاضي رفقة الشهود إلى تغيير شهادتهم من الملكية إلى ثبوت الزوجية، قام خلالها القاضي وأبناء إخوانه برفع دعوى جنائية ضد الضحية بتهمة المشاركة في تزوير رسم عدلي واستعماله، وقام مرة أخرى السيد أحمد شويخي إلى تحرير ملكية أخرى بنفس الشهادة الإدارية الأولى والمحصل عليها من العمالة تحت رقم 427 ،ويتألف لفيفها من أربعة دواوير “دوار بوطحال ،دوار بن عمران ،دوار الهوتة ودوار يسلان تؤكد شهادتهم بان هده الأرض ملكا لعائلة شويخي مند تاريخ بعيد،بل زج به في السجن وحكم عليه بعشر سنوات ظلما وعدوانا ،خرج منها قبل انقضاء مدتها بعفو ملكي كما جاء في شهادته،وقد استنجد من خلال مداخلته بالملك محمد السادس من اجل إنقاذه وإرجاع حقوقه التي تعرضت للسلب من طرف خصومه .
وقد دعت كل من الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان والعصبة الدولية للصحافيين الشباب نهاية الندوة،الحكومةَ إلى اعتماد مقاربة شاملة لحل قضية الافراغات والاستحواذ بطرق ملتوية على أراضي المواطنين البسطاء،ووضع حد لكل ما من شأنه التلاعب بحقوق المواطنينمن طرف بعض الأشخاص الذين يعملون جاهدين السيطرة على أملاك الغير بطرق غير مشروعة وقيامهم بتجاوزات مخالفة للقانون.
هدا وتجدر الإشارة إلى انه في السنوات الأخيرة ومع التمدد العمراني للمدن والتي أصبح بعضها ضمن المدار الحضري،أدى إلى جشع المضاربين العقاريين،بسبب ارتفاع قيمتها العقارية والمالية،ومحاولة اقتنائها بطرق تدليسية عن طريق استغلال النفوذ والتسلط بالاحتماء بالسلطة المتواطئة.
المتضررون بدورهم يطالبون من الجهات المسؤولة فتح تحقيق نزيه في موضوع الترامي على هذه الأراضي،ومن هي العناصر التي تساعدهم وتغض عنهم الطرف، وهي مطالب مشروعة،حيث أدت الأوضاع الشاذة للعقار إلى استشراء نفوذ السماسرة والمضاربين العقاريين، إلى الحد الذي أصبح معه الحديث عن وعاء عقاري خال من الشوائب يعد من سابع المستحيلات.