لا يستفيد البيضاويون من الفضاءات الخضراء التي تصل مساحتها الإجمالية إلى 397 هكتارا صرف عنها في 2013 حوالي 47.5 مليون درهم (ميزانية التسيير)، دون الحديث عن ميزانية التجهيز التي همت بالأساس إعادة تهيئة بعض الحدائق والمنتزهات، مثل حديقة “جاردان داكسي” بالبرنوصي التي بلغت تكلفة إعادة تهيئتها ما يفوق 19 مليون درهم، وحديقة الشباب التي تمت تهيئتها بما يناهز778 مليون درهم، وحديقة العواصم الإسلامية التي بلغت تكلفة تهيئتها ما يفوق 10.7 ملايين درهم.
ويفتقد مجلس المدينة افتقاده لرؤية لتدبير المساحات الخضراء، ثم نقائص على مستوى الهيكل التنظيمي لقسم تسيير المساحات الخضراء وضعف مؤشر توزيع الحدائق على عدد السكان المعتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة، أي 25 مترا مربعا لكل فرد، أو المعدل الوطني المحدد من قبل وزارة السكنى في 2008، أي 10 أمتار مربعة.
ولا تتعدى إن المساحة المخصصة لكل مواطن في البيضاء 3.1 أمتار مربعة، انطلاقا من المساحة الإجمالية للمساحات الخضراء (3.468.585 مترا مربعا) قياسا مع عدد السكان (3.359.818 نسمة/ إحصاء 2014).
كما أن ضعف هذا المؤشر يزداد حدة على مستوى المقاطعات، إذ أن 50 في المائة من عدد المقاطعات تتميز بمؤشر يقل عن مستوى 1 متر مربع للشخص.
وتخضع حدائق البيضاء، رغم قلتها، إلى فوضى عارمة في التدبير، خصوصا على مستوى التجهيز والصيانة، إذ أكد القضاة أن أغلب الصفقات تحوم حولها شبهات، مثلها مثل طلبات العروض وفتح العروض، في إشارة إلى وجود اختلالات مالية بالجملة.