وعياً بما يكتسيه التجديد البيداغوجي من موقع بالغ الأهمية في منظومة التربية والتكوين عموماً، ولكون ما هو تجديد وتطوير في هذا المجال يشكل بحق دعامة أساسية وجوهرية للانخراط في التنمية، ومواجهة مختلف التحديات المطروحة على المدرسة المغربية.
ووعياً كذلك بما يقتضيه هذا الأفق من تفكير قصد بلورة استراتيجية وطنية، لتعزيز دينامية التجديد البيداغوجي وتشجيع وحفز التعلمات التجديدية. وفي اطار ندوة دولية حول التجديد البيداغوجي في منظومة التربية والتكوين، يستضيفها خلال شتنبر القادم المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، بتنسيق مع رئاسة الحكومة وبشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE).
من أجل استقراء وضعية التجديد التربوي وطنياً ودولياً، ومعه التفكير في دعامات أساسية لبلورة وإعداد استراتيجية وطنية تروم الارتقاء به. انسجاماً مع ما ورد في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، خاصة منه الرافعة الرابعة عشرة المتعلقة بالنهوض بالبحث العلمي والتقني والابتكار. وإعمالا للمقاربة التشاركية التي تتبناها الوزارة الوصية قصد بناء استراتيجية وطنية للارتقاء بالتجديد البيداغوجي.
من أجل كل هذا وذاك من الرهانات ينظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس، بتنسيق مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ندوة علمية جهوية حول التجديد البيداغوجي في المنظومة التربوية يومه 13 يونيو 2017. ندوة علمية تفاعلية تشاركية تحضرها اسهامات ومشاريع عن فئات فاعلة في الحقل التربوي بالجهة، من أساتذة باحثين تربويين أكاديميين، وأساتذة مكونين وأطر عن الادارة التربوية وأساتذة ممارسين في الميدان..، بحيث الجميع سيتدارس الإشكال كل من موقعه، على أساس فتح المجال أمام أحسن المشاريع والمقاربات لتقديمها وللتعريف بها. ومن جملة ما تستهدفه الندوة من نقاط هناك رصد واقع حال التجديد البيداغوجي جهوياً ووطنياً ودولياُ، المساهمة في إعداد استراتيجية وطنية للارتقاء بالتجديد البيداغوجي انسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، تحديد شروط إرساء هذه الاستراتيجية الوطنية والمجالات ذات الاولوية للتجديد البيداغوجي، تحديد طرق وآليات قيادة المشاريع في مجال التجديد البيداغوجي، وإعداد دفاتر تحملات للارتقاء بالتجديد البيداغوجي في المنظومة التربوية.
وفيما يتعلق ببناء وبرنامج هذه الندوة العلمية الجهوية، التي يُتوقع منها الخروج بتوصيات واقتراحات داعمة لانجاح الرؤية الاستراتيجية للاصلاح. فهو يتوزع على ثلاث محاور أساسية هي التجديد في المنهاج التربوي ثم التجديد في الممارسات التقويمية للتعلمات، ثم المدرسة باعتبارها فضاء لتجديد المقاربات التعليمية التعلمية. وتشرف على ندوة فاس العلمية هاته حول التجديد التربوي بالمغرب، لجنة جهوية تظم مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة فاس مكناس، المديرون الإقليميون بالجهة والمديرون المساعدون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين عن فاس وتازة ومكناس وصفرو. أما ما يتعلق باللجنة العلمية المشرفة على إعداد وتدبير هذه الندوة، فهي تظم كل من مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين اطاراً منسقاً، الى جانب كل من المدير الإقليمي للتربية الوطنية بفاس والمديرين المساعدين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة فاس مكناس. ثم رئيس اللجنة الدائمة للبحث التربوي بمجلس المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة فاس مكناس، ورئيس اللجنة الدائمة للشؤون البيداغوجية بمجلس المركز، وعدد من الأساتذة الباحثين الأكاديميين ممثلين للجنة الشؤون البيداغوجية ولجنة البحث التربوي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس.
