تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأعز أمره، وفي إطار الدورة الواحدة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف التي تشرف عليها وزارة الثقافة، انعقدت بمدينتيالريصاني والرشيديةطيلة يومي25–26نونبر2016م الندوة العلمية الأولى في موضوع: “الحسن الثاني الإنسان والمثقف والمفكر”.
وبعد انطلاق أشغال الجلسة الافتتاحية ألقى محمد فنيد والي صاحب الجلالة على جهة درعة تافيلالت وعامل أقليم الراشيدية. كلمة نوهت بأعمال الجامعة، وبحوث أساتذتها التي ستهتم بالمغفور له بوصفه مثقفا ومفكرا كبيرا، كما ستبرز الدور الفعال الذي قام به طيب الله ثراه من أجل الازدهار الثقافي والفكري للمملكة، معرجا على الآفاق الواعدة لمنطقة تافيلالت بوصفها منارة وملتقى علميا لتاريخ الدولة العلوية.

أما كلمة محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة، فقد نوهت بجامعة مولاي علي الشريف، التي جعلت من المنطقة منارة علمية وملتقى يشارك فيه الباحثون والمؤرخون والعلماء، وذكر بالرسالة الملكية التي وجهها حلالة الملك محمد السادس نصره الله لأعمال الدورة السابقة حاثا الباحثين على المزيد من البحث والتمحيص. كما تعرض السيد الوزير لتقدم الأوراش الثقافية في المنطقة والتي تنخرط فيها الوزارة على المسوى القريب والمتوسط ، وعملها الدؤوب من أجل أن تمر أشغال جامعة مولاي الشريف على أحسن وجه، منوها أيضا بالجهود القيمة التي تبذلها أطر وزارة الثقافة واللجنة العلمية من أجل إنجاح أعمال هذه الدورة. كما أشار إلى تشييد المركب الثقافي والاجتماعي والرياضي بالراشيدية في إطار التعاون مع الأشقاء القطريين.
تلا بعد ذلك الأستاذ مصطفى الشابي نيابة عن مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، الأستاذ عبد الحق المريني كلمة أكد فيها أهمية هذه الدورة، والدور الذي لعبه الحسن الثاني تغمده الله برحمته في حرية المغرب ورُقِيِّهِ وعزة شعبه.

بعد ذلك تمت مشاهدة شريط وثائقي بالمناسبة، من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يحمل عنوان “قضايا عربية وإسلامية في سياسة الملك الراحل”.
وبعدما رُفعت الجلسة الافتتاحية، تم افتتاح معرض خاص بصور جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني من إعداد المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
بعد ذلك توزعت أعمال الندوة إلى جلستين اثنين: الأولى ترأسها الاستاذ أحمد شوقي بنبين، تعرض فيها الأستاذ عبد الله شقرون إلى الجانب الموسيقي لشخصية المغفور له الملك الحسن الثاني، من خلال تشجيعه للموسيقيين المغاربة وحرصه على أن توفر لهم الدولة المغربية أسباب العيش الكريم، كما عمل على دعوة الموسيقيين الكبار الأجانب لزيارة المغرب واستفادة المغاربة من فنهم من أجل تطوير الإبداع الفني المغربي. والثانية للأستاذ عبد الحميد العلمي الذي حاول دراسة إمارة المؤمنين وتمسك المغاربة بها، لأن واجب الدين يفرض طاعة أمير المؤمنين بمقتضى عقد البيعة التي استمدت شرعيتها من الكتاب والسنة مستدلا في ذلك بخطب وحوارات جلالته.

أما الجلسة الثانية فقد ترأسها الأستاذ جامع بيضا، قدم فيها الأستاذ محمد فلاح العلوي المعطيات التي تسلط الأضواء الكاشفة على الفكر الديني للحسن الثاني بالوقوف على اقتباساته واستشهاداته بالنصوص الدينية من الكتاب والسنة.
وتعرض الأستاذ الحسين والقيد لعبقرية الحسن الثاني من خلال الوقوف على مجموعة من المحطات السياسية والثقافية.
وقد تلت هذه المداخلات في الجلستين معا، مناقشات مستفيضة تناولت مختلف العروض المقدمة، وركزت على مدى الدور الذي لعبه الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، في بناء الفكر والثقافة المغربية.
زر الذهاب إلى الأعلى