شؤون محلية

دائرة الحي المحمدي…غموض وإثارة حتى النهاية

مازال الغموض وأساليب جس النبض يطبعان الحملة الانتخابية بدائرة الحي المحمدي الذي تضم ثلاث مقاطعات كبرى هي عين السبع والحي المحمدي والصخور السوداء بمجموع سكان يصل إلى 425 ألف و916 نسمة، سجل 231 ألف و206 شخص منهم في اللوائح الانتخابية برسم الاستحقاقات التشريعية المقررة في 7 أكتوبر 2016.

وتتنافس على المقاعد الأربعة لدائرة الحي المحمدي 15 لائحة تمثل جميع الأطياف السياسية والحزبية، أهمها لوائح العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والحركة الديمقراطية الشعبية وحزب الاستقلال.

على مستوى عدد الأصوات المعلن عنها خلال النتائج التفصيلية للانتخابات الجماعية السابقة، حصل العدالة والتنمية في المقاطعات الثلاثة على 21553 صوتا (7537 بعين السبع و6905 بالصخور السوداء و7121 بالحي المحمدي، حيث ترشح عبد العزيز عماري، عمدة المدينة ووكيل لائحة الحزب في الانتخابات التشريعية)

وجاء حزب الأصالة والمعاصرة في الرتبة الثانية من حيث عدد الأصوات بـ7841 صوتا (4987 بعين السبع، و1309 بالصخور السوداء، و1545 بالحي المحمدي) وفي الرتبة الثالثة الاتحاد الدستوري بـ7476 صوت (611 بعين السبع، و3345 بالصخور السوداء و2520 بالحي المحمدي)، وفي الرتبة الرابعة التجمع الوطني للأحرار الذي حصل على مجموع أصوات في المقاطعات الثلاث وصل إلى 5509 أصوات موزعة على الصخور السوداء بـ1389 وعين السبع بـ3107 والحي المحمدي بـ1013.

وعلى ضوء هذه المعطيات الثابتة، قررت الأحزاب السياسية الأربعة الكبرى الحفاظ على التشكيلة نفسها تقريبا، تطبيقا للحكمة الفرنسية “أنه لا يمكن تغيير الحصان الفائز”، وهكذا، لم يتردد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تزكية صديقه وكاتم أسراره عبد العزيز عماري، عمدة الدار البيضاء ووزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الذي سيقود لائحة “المصباح” في تجربة جديدة، بعد أن سحق خصومه في الانتخابات الجماعية وفازت مجموع لوائح المقاطعات الثلاث ب32 معقدا، علما أن عماري هو نفسه وكيل لائحة الحزب في الانتخابات التشريعية السابقة، حيث فازت لائحته بمقعدين من أربعة مقاعد.

ورغم هذه المعطيات الثابتة، فإن هناك متغيرات موضوعية وذاتية وتنظيمية قد تقلل من حظوظ لائحة عماري بالفوز بمقعدين، فموضوعيا، سيؤثر منحنى العتبة الذي انخفض من ستة إلى ثلاثة على حظ اللائحة في الفوز بمقعدين لدخول “عتبات” و”بواقي” أخرى على الخط.

كما أن تغيير عماري لفريقه السابق واستقدامه وصيفة من خارج المنطقة (البرلمانية نزهة الوافي) وتفريطه في رئيس مقاطعة الحي المحمدي ووضعه رئيس مقاطعة الصخور السوداء ثالثا، قد يقلل من هذه الحظوظ، ناهيك عن عامل ذاتي هو أن رحيل العمدة

عن الحي المحمدي، حيث كان يستقر بشقة بإقامة الموحدين، واختياره الاستقراربفيلابعين الشق، قد يكون له حساب في النتائج النهائية ليلة 8 أكتوبر.

هذه المعطيات سيستفيد منها أيضا حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتوفر على قاعدة أصوات مهمة، كما يعتمد على فريق من المترشحين يتقدمهم الموثق عادل بيطار، ووصيفه عبد الفتاح مناضل والشاب كريم الكلايبي. ويراهن الحزب الذي يقود حملة قوية منذ أيام على الفوز بالمقعد وتعويض خسارته في الانتخابات التشريعية السابقة.

ويتنافس على مقعد برلماني أيضا عبد اللطيف حرشيش، القيادي الدستوري والبرلماني في نفس الدائرة، وهو من الأشخاص الذين يعرفون كيف يفوزون في أي استحقاق يدخلون إليه، وإذا أضيف إلى ذلك عدد من المعطيات الموضوعية والذاتية، مثل ترشيح الفاعل الجمعوي يوسف ارخيص، الذي يتوفر على قاعدة شعبية بالحي المحمدي، وأعضاء آخرين بعين السبع، سيكون حرشيش قاب قوسين وأدنى من دخول القبة للمرة الثالثة.

في نفس المستوى يوجد حسن بنعمر، البرلماني الحالي ورئيس مقاطعة عين السبع، باسم التجمع الوطني للأحرار الذي يبلي بلاء حسنا للفوز بمعقد، مستفيدا من شبكة علاقات واسعة وصداقات بناها خريج المدارس الإمريكية على مدة سنوات بهذه المنطقة ونجح في ذلك.

ويتوفر الرجل “الأزرق” على حظوظ وافرة لإعادة الكرة من جديد، ما يجعل مت هذه الدائرة حبلى بالإثارة والمفاجئات التي ستكشفها نتائج مساء الجمعة المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى