مجتمع

باحثون يؤكدون بالبيضاء على أهمية تدريس الدين و تحديثها وفق مقاربات معرفية جديدة

أكد متدخلون في ندوة حول “تدريس الدين والوقائع الدينية في أوروبا” مساء يوم أمس الجمعة بالدار البيضاء على أهمية الوقوف على طرق تدريس الدين، والعمل على تحديثها وفق مقاربات معرفية جديدة تناسب تطلعات مختلف الفئات داخل المجتمعات الأوروبية.

واعتبروا في هذه المداخلات، التي جاءت في إطار أشغال الملتقى الدولي الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية على مدى يومين في موضوع “تدريس الدين، تدريس الوقائع والثقافات الدينية .. تحد مشترك في ضفتي المتوسط”، أن التطور الذي تشهده هذه المجتمعات، واتسامها بتعددية دينية وثقافية تتسع بتنامي الروافد التي تغذيها بفعل الهجرات المتعددة، بات يفرض إعادة النظر في كيفية تقديم الدرس الديني كعقيدة وحضارة وتاريخ، واحترام خصوصيات كل العقائد الدينية، مع التشديد على الدور الأساسي والريادي للجامعات والمؤسسات التعليمية في إفراز نخبة مؤهلة وقادرة على قيادة مسار التحديث.

وأشاروا في السياق ذاته إلى أن تدريس الوقائع الدينية لا ينبغي الاقتصار فيه على الجانب التاريخي فقط، بل يتعين تفكيك الدرس الديني، ومقاربته من زوايا معرفية تتعامل مع المعطى الديني كواقعة حضارية وثقافية وعقدية، مبرزين أن دراسة الأديان لها أهميتها في تكريس التعايش وقيم الانفتاح واحترام الاختلاف وترسيخ مبادئ العيش المشترك بين مختلف الأديان داخل المجتمع الواحد.

وخلصوا إلى أنه في هذه المرحلة المطبوعة بتزايد حدة الصراعات والتوترات ذات الطابع الديني، يبقى من المهم الحفاظ على الدرس الديني ضمن سياقاته العلمية والثقافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستندين إلى عوامل دعم من تخصصات معرفية أخرى تقرب الباحثين من حقيقة الدين، وتوفر قاعدة للتلاقي بعيدا عن الأحكام المسبقة والنمطية والانتصار للذات، والتي لها دور أساسي في تأجيج الصراعات بين المنتسبين لمختلف الديانات داخل المجتمع الواحد.

وقد شهدت الندوة تقديم أربعة عروض همت استعراض التجربتين الفرنسية والألمانية في مجال تدريس الأديان، وتقديم قراءة في مناهج التكوين والتدريس الديني بأوروبا، وتقديم مقاربة منهجية ومعرفية لمحاذيرها ورهاناتها، وكذا أهمية الدراسات المقارنة للوقائع الدينية.

شارك في تنشيط هذه الندوة كل من الباحثة إيزابيل سانت مارثان مديرة المعهد الأوروبي لعلوم الأديان، والباحثة الجامعية سيلفي توسكر أنغو المتخصصة في تدريس الحضارة الألمانية بجامعة باريس- شرق-كريتاي، والباحث الجامعي فريد العسري المحاضر بالجامعة الدولية بالرباط، والباحث محمد الشريف الفرجاني من جامعة ليون2.

وتتوزع باقي محاور الملتقى، الذي انطلقت أشغاله صباح اليوم، على محاور تخص بالأساس “الدين، المدرسة، التربية والثقافة”، و”التدريس الديني والوقائع الدينية في الشرق الأوسط والمغرب العربي”، و”تدريس الأديان بإفريقيا جنوب الصحراء”، و”مقاربات وتحديات في مجال الأديان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى