شوهة…الحي الحسني يغرق في الحفر العشوائية للواد “الخانز”

الطفلة أمينة رياض، التي تؤكد والدتها أن مظهرها يوحي بأن سنها لا يتجاوز 7 أو 8 سنوات، بعد إصابتها بمرض بطء النمو، بسبب كثرة الأدوية التي تتناولها منذ أزيد من 5 سنوات، تقول إن انتشار “بحيرات المياه العادمة الملوثة” بالمنطقة تسبب في إصابتها بمرض الحساسية وحالات إسهال متكررة؛ ما يضطر والدها إلى نقلها إلى المستوصف التابع لوزارة الصحة بمنطقة الحي الحسني مشيا على الأقدام، في غياب منافذ طرقية أو وسائل نقل عمومية تربط دوار الرمل بالعالم الخارجي.
أمينة، التي لم تتوقف عن البكاء وهي تتحدث لهسبريس، قالت إن مرضها تسبب لها في غيابات كثيرة ومتكررة عن مدرستها؛ ما أثر سلبا على مسارها الدراسي، إذ تتابع دراستها في المستوى الثالث ابتدائي عوض الخامس.
الطفلة رياض، التي تعشق الدراسة وتتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة، قالت إن أحد المنعشين ينشئ مشروعا عقاريا بمنطقة مواجهة لحي “الرمل” المهمش، الذي تقطن فيه رفقة أفراد أسرتها، الذين يعانون كباقي سكان المنطقة من المشاكل نفسها، ما تسبب في إغلاق الطريق الوحيدة الأقرب إلى مؤسستها المدرسية التي تتابع تعليمها الابتدائي فيها.
وتخشى الطفلة أمينة ومعها باقي سكان دوار الرمل من تفاقم معاناتهم مع شروع منعش عقاري جديد في إعداد حفرة جديدة لاستقبال مياه “الواد الحار” لمشروع سكني جديد يجري بناؤه على بعد أقل من كيلومتر من هذه المنطقة الآهلة بالسكان.
ويقول سكان دوار “الرمل” إن إنشاء هذه الحفرة الجديدة على مقربة من حيهم السكني، وعلى مسافة لا تتجاوز 10 أمتار فقط من الأرض التي يشغلونها، سيزيد من معاناتهم من الحشرات والروائح الكريهة؛ وهو ما يعني أن أمراض الحساسية ستتفشى أكثر في أوساطهم، وستتفاقم بالنسبة للمصابين بها في الوقت الحالي.
ويقول السكان ذاتهم إن كل ما يطالبون به هو تدخل السلطات من أجل إيقاف إنشاء الحفرة الخامسة الجديدة، التي يخطط منعش عقاري لإنشائها على حدود بيوتهم التي قضوا بها أزيد من 40 سنة، والعمل على إغلاق الحفر الأربع الأخرى.