مجتمع

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. دينامية متجددة في خدمة قضايا التعليم والصحة بإقليم بنسليمان

إقليم بنسليمان  و م ع

يواصل إقليم بنسليمان تعزيز ديناميته في مجال التنمية البشرية من خلال مجموعة من المبادرات المندمجة التي تهم قطاعات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية والإدماج الاقتصادي، التي تتعزز بسلسلة من المشاريع المنجزة في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وقد أبرزت الزيارات الميدانية المنظمة بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال تنوع هذه التدخلات، التي تندرج ضمن رؤية متجددة ترتكز على دعم الرأسمال البشري، وإدماج الشباب اقتصاديا، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية.

وتؤكد المبادرة، عبر مرحلتها الثالثة، مكانتها كرافعة أساسية للتنمية الترابية ببنسليمان، خاصة بالمناطق القروية، من خلال إنجاز 579 مشروعا ضمن برامجها الأربعة الكبرى، باستثمار إجمالي يفوق 170 مليون درهم.

وقد مكن البرنامج الأول، الموجه لتدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية بالمجالات الأقل تجهيزا، من إنجاز 28 مشروعا بغلاف مالي قدره 19,77 مليون درهم، مما يعزز الولوج إلى خدمات الماء والكهرباء والمسالك القروية والخدمات الاجتماعية للقرب.

أما البرنامج الثاني، الخاص بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، فقد تمت تعبئة 34,28 مليون درهم لإنجاز 91 مشروعا وتدخلا لفائدة الأطفال المتخلى عنهم، والأشخاص في وضعية إعاقة، والنساء في وضعية صعبة، وفئات اجتماعية أخرى تحتاج إلى مواكبة خاصة.

وفي هذا السياق، نظمت زيارة للمركز السوسيو-تربوي “دار لالة أمينة” ببنسليمان، التابع للعصبة المغربية لحماية الطفولة، والذي استفاد طيلة المرحلة الثالثة من المبادرة من تمويل إجمالي قدره 5,5 ملايين درهم، خصص أساسا للتجهيز والتهيئة وبناء بعض المراقد ، وكذا المساهمة في التدبير والتسيير وتجهيز قاعات للأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية والتكوين والدعم المدرسي.

كما ساهمت المبادرة في اقتناء حافلتين للنقل المدرسي ووحدتين للنقل المهني، إلى جانب تجهيز المركز بمعدات معلوماتية وسمعية بصرية وموسيقية ورياضية ولوازم البستنة والتطبيب، فضلاً عن تجهيزات المراقبة والتجهيزات الضرورية للمطبخ والأنشطة التربوية.

وبخصوص البرنامج الثالث، المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، فقد عرف إنجاز 307 مشروع بتكلفة إجمالية بلغت 34,55 مليون درهم، الشيء الذي يؤكد على الدور المحوري للمبادرة في دعم ريادة الأعمال على المستوى المحلي.

وفي هذا الإطار، قال محمد حميدو، وهو شاب مقاول مستفيد من دعم المبادرة لأحداث مكتب للمحاسبة والخدمات “كان دعم المبادرة حاسماً لإطلاق مشروعي. بفضل التكوينات والمتابعة الشخصية والتمويل، تمكنت من تحويل فكرة إلى نشاط مهني قائم ومستدام. اليوم أفتخر بأنني أقدم خدمات محاسباتية لرواد الأعمال الشباب في منطقتي، وأساهم في الدينامية الاقتصادية المحلية”.

أما البرنامج الرابع، المتعلق بدعم الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، فيعد الأكثر طموحا ب 153 مشروعا، بقيمة إجمالية تصل إلى 81,88 مليون درهم. ومن بين أبرز منجزاته إنشاء 104 وحدة للتعليم الأولي بالوسط القروي، بغلاف مالي يفوق 39 مليون درهم.

وفي هذا الإطار، نظمت زيارة لوحدة التعليم الأولي “لعوانس” التابعة لجماعة أولاد يحيى لوطا، والتي تستقبل 23 طفلا ( 13 ذكور- 10 إناث)، في إطار تربوي يستجيب للمعايير الوطنية.

وبهذه المناسبة، أكدت المسؤولة الإقليمية لمؤسسة التعليم الأولي، حنان سريتي، أن التعليم الأولي بالوسط القروي “يعرف تقدما ملحوظا بفضل المساهمة الفاعلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإحداث أقسام توفر تأطيراً تربوياً مهنياً وآمناً “.

وأضافت أن “الاستثمار في التعليم الأولي بالعالم القروي هو استثمار في مستقبل الأطفال، وضمان الولوج والجودة يظل هدفنا الأساسي، بالشراكة مع مختلف المتدخلين، من أجل تقديم تعليم أولي عادل وفعّال لكل الأطفال “.

وفي الجماعة نفسها، تم أيضاً توزيع نظارات طبية على 67 تلميذا في إطار مشروع الصحة المدرسية بالمؤسسات العمومية القروية، الذي تشرف عليه جمعية شفاء وتنمية واحة درعة – فرع بنسليمان، والهادف إلى تعزيز الوقاية والكشف والمواكبة الطبية للتلاميذ.

ويهدف هذا المشروع، الذي يستهدف جميع تلاميذ الوسط القروي من الابتدائي إلى الثانوي في أفق استفادة 11.670 طفلا، بميزانية إجمالية قدرها 215.173 درهماً، إلى ضمان تعلم سليم ومتطور ومتوازن على المستويات الجسدية والنفسية.

و بجماعة سيدي بطاش، تمت زيارة مؤسسة “دار الأمومة”، وهو مشروع هيكلي يهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل في الوسط القروي.

وتضم هذه الدار، التي أحدثت بمبادرة من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ببنسليمان، 8 غرف مجهزة و 15 سريراً، وكذا تزويدها بكافة التجهيزات الضرورية باستثمار إجمالي يناهز 3.535.817,84 دراهم.

وتستقبل هذه المؤسسة النساء الحوامل المقبلات على الولادة، مما يقلل من مخاطر الولادة المنزلية ويسهم بشكل كبير في خفض وفيات الأمهات والأطفال بالإقليم.

وبهذه المناسبة، أكد صبوح محمد، رئيس جمعية الحقل الأخضر للتنمية المستدامة، المسيرة لدار الأمومة، أن ” المؤسسة تشكل فضاء آمنا وكريما يضمن مواكبة شاملة للنساء الحوامل بالوسط القروي”.

وأضاف أن هذا المرفق يوفر رعاية كاملة للنساء قبل وأثناء وبعد الولادة، إلى جانب حملات تحسيسية حول صحة الطفل والتغذية والصحة النفسية.

من جهته، أكد حسني فؤاد، رئيس مصلحة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي، أن مختلف المبادرات المنجزة بالإقليم في إطار البرامج الأربعة للمرحلة الثالثة من المبادرة “تعكس دينامية ترابية تعزز خدمة التنمية البشرية، تجمع بين تحسين البنيات التحتية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتشجيع ريادة الأعمال لدى الشباب، وتعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.

وأضاف أن هذه المشاريع تجسد “الجهود المتواصلة للمبادرة للحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتعزيز الإدماج الاقتصادي، وضمان الولوج العادل لخدمات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية لجميع الفئات المجتمعية”.

ومن خلال هذه البرامج والتدخلات، يرسخ إقليم بنسليمان مسارا تصاعديا في مجال التنمية البشرية، مدعوما باستثمارات هيكلية وتعبئة متعددة القطاعات، منسجمة مع التوجهات الوطنية المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والمجالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى