استثمارات تفوق 200 مليون درهم لتعزيز شبكات التطهير وحماية برشيد من الفيضانات
تشهد مدينة برشيد جهودا متواصلة لتعزيز بنيات التطهير السائل ورفع قدرة الشبكات على مواجهة مخاطر الفيضانات، بعدما تجاوزت قيمة الاستثمارات المرصودة منذ سنة 2004 نحو 202 مليون درهم.
وتأتي هذه المشاريع، التي أشرفت عليها السلطات المحلية بتنسيق مع مختلف المتدخلين، بهدف معالجة الإكراهات المرتبطة بالطابع المنبسط لتضاريس المدينة وما ينتج عنه من اختناق للشبكات خلال فترات الأمطار الغزيرة.
وأوضح وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في جواب كتابي موجه للبرلمان، أن برشيد تتوفر اليوم على شبكة مختلطة للصرف الصحي تمتد على حوالي 500 كيلومتر، إضافة إلى محطة لمعالجة المياه العادمة تعتمد نظام التهوية الطبيعية بطاقة معالجة يومية تصل إلى 16 ألف متر مكعب. هذه البنيات تم تطويرها عبر مرحلتين شملتا التأهيل والتوسيع وإحداث بنيات جديدة لمعالجة وتصريف المياه.
المرحلة الأولى، الممتدة بين 2004 و2009، ركزت على إعادة تهيئة الشبكات الرئيسية، وبناء محطات للرفع، وإنجاز شبكات خاصة بتصريف مياه الأمطار، إلى جانب إنشاء أحواض للتجميع. كما شهدت الفترة نفسها بناء محطة المعالجة الحالية، ومد قناة لنقل المياه المعالجة نحو واد مرزك بطول يفوق 13 كيلومترا، مرفوقة بتجهيزات تقنية موجهة للاستغلال.
أما المرحلة الثانية، التي امتدت من 2010 إلى 2023، فقد همت بالأساس المنطقة الصناعية للمدينة، حيث تم تأهيل شبكات الصرف داخلها، وإنجاز قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار على مستوى شارعي محمد الخامس والحسن الثاني، وتجديد قناة تحويل المياه العادمة صوب محطة المعالجة. ورغم هذه الجهود، يظل الوضع الطبوغرافي المنبسط لبرشيد عاملاً يزيد من الضغط على الشبكة خلال الفترات الممطرة.
وفي سياق البحث عن حلول دائمة، يبرز التصميم المديري للتطهير السائل مقترحا هيكليا يتمثل في إنشاء قناة جديدة بقطر 1200 ملم تمتد على 21 كيلومترا نحو واد مرزك، بكلفة تقديرية تقارب 207 ملايين درهم. ووفق الوزير، فإن الجماعة والشركة الجهوية متعددة الخدمات تعملان حاليا على تعبئة شركاء محتملين لتمويل هذا المشروع، باعتباره خطوة حاسمة لتحسين قدرة المدينة على مواجهة الفيضانات مستقبلا.
