درب ميلا بالدار البيضاء… فضاء عشوائي يعكس غياب أدنى معايير التدبير الحضري
المارة يُجبرون على السير وسط الطريق بين السيارات والدراجات النارية

في قلب الدار البيضاء، وتحديدًا بحي درب ميلا المعروف تاريخيًا كأكبر سوق للتمور بالمغرب، يتعايش السكان يوميًا مع مشهد فوضوي بات عنوانًا لهذا الفضاء التجاري العريق. الأرصفة غائبة، العربات اليدوية متكدسة، والطرقات تحولت إلى امتداد طبيعي لمحلات البيع، حيث تُعرض السلع بشكل عشوائي يفترش الأرض ويغلق الممرات. من يدخل الحي سرعان ما يكتشف استحالة التنقل بسهولة؛ فالمارة يُجبرون على السير وسط الطريق بين السيارات والدراجات النارية، فيما يواجه السائقون عراقيل لا تنتهي بسبب الازدحام والاختناقات التي تتكرر عند كل زقاق.
وأعرب مجموعة من السكان عن تذمرهم العميق من الوضع القائم. فالسيدة فاطمة.ب، القاطنة بالحي منذ 30 سنة، تقول:”أصبحنا محاصرين داخل بيوتنا. لا نستطيع إدخال سيارة إسعاف أو نقل الأثاث، حتى أبسط الأمور اليومية صارت معاناة”.
أما الشاب يوسف الذي يقطن بأحد الأزقة الضيقة، فيؤكد أن المشكل لم يعد مقتصرًا على الازدحام: “كل مساء نعيش مع روائح كريهة بسبب تراكم الأزبال وبقايا التمور، الحشرات والجرذان صارت جزءًا من يومياتنا، ومع ذلك لا أحد يتدخل”.
ورغم الشكايات المتكررة الموجهة للسلطات المحلية، يصف العديد من السكان صمتها بـ”غير المفهوم”.
ويجمع المتضررون على أن ما كان يفترض أن يكون واجهة تجارية مميزة للدار البيضاء، تحول إلى فضاء عشوائي يعكس غياب أدنى معايير التدبير الحضري. الأخطر من ذلك أن التلوث البيئي وتدهور المشهد العمراني أصبحا يهددان الصحة العامة ويشوهان صورة السوق التاريخي، تاركين انطباعًا سلبيًا لدى الزوار والمتسوقين.