مائدة مستديرة حول تسيير الملكيات المشتركة في المغرب

احتضنت مؤسسة فهد بن عبد العزيز بعين الذئاب بالدار البيضاء، مؤخرا، مائدة مستديرة غير مسبوقة حول تحديث مهنة السنديك، نظمتها شركة “راحة” بشراكة مع المجموعة الفرنسية “كوراز”.
وأدار هذا اللقاء بدر سعودي، حيث جمع مجموعة من المتدخلين البارزين، من بينهم طارق الزنيبر، رئيس شركة راحة، الواكري، أ. بوحوت، وجيل فريمون. وقد قاموا معًا بتشخيص صريح لوضعية المهنة في المغرب، واستكشاف سبل تحويلها بشكل عميق، على المستويات البشرية والقانونية والرقمية.
وأمام التعقيد المتزايد في الإشكالات المتعلقة بتسيير الفضاءات المشتركة، سمح هذا اللقاء بإعادة النظرفي أسس مهنة السنديك في المغرب. وقد تبادل المشاركون، ومن بينهم مهنيون ومالكو الشقق وممثلون مؤسساتيون وشركاء دوليون، الآراء حول الإطار التنظيمي الحالي الذي يُعتبر في الغالب غير كافٍ، وحددوا العديد من الثغرات الموجودة على أرض الواقع.
وركزت النقاشات أولاًعلى الرؤية الحالية للقطاع، حيث حلل المتدخلون الصعوبات العملية التي تواجه السنديكات أثناء أداء مهامهم، وسعوا لتحديد أسس مهنة منظمة ومحترمة ومستدامة. بعد ذلك، تم التركيز على الوسائل التي يجب تفعيلها لمواكبة تحول هذه المهنة.
وقد شغل الجانب البشري حيزًا مهمًا في النقاشات، حيث تم تناول الكفاءات المطلوبة، والتكوين المستمر، وقيمة الأتعاب بشكل موسع، كما أثيرت مسألة إرساء تسعيرة معتمدة للأتعاب، بالإضافة إلى مناقشة ربحية شركات السنديك، التي تواجه غالبًا تحديات كبيرة.
وعلى المستوى القانوني، تناولت النقاشات الحاجة إلى دفتر تحملات دقيق، وإدراج دفتر للمهام التقنية، والضمانات الواجب فرضها على المنعشين العقاريين. كما تم التطرق إلى العلاقة القانونية بين المالكين والسنديك والمنعش، مع التركيز على النزاعات وتنفيذ الأحكام القضائية.
كما خُصص محور مهم لدور الرقمنة في تحويل المهنة، حيث تم تقديم الرقمنة في التبادلات بين السنديك والمالكين كوسيلة أساسية لإرساء علاقة ثقة دائمة. وتم استعراض حلول رقمية تتعلق بإلغاء المعاملات الورقية، والوصول الآمن إلى الوثائق، والتدبير التقني، والإبلاغ الفوري عن الحوادث، بهدف جعل التسيير أكثر سلاسة وشفافية وتلاؤمًا مع تطلعات المستخدمين.
وفي الأخير، فتح المنظمون باب النقاش حول ضرورة وضع شروط مهنية مسبقة لمزاولة مهنة السنديك، مثل فرض دبلوم إلزامي أو ضمان مهني، كما أثيرت مسألة مساهمة المالكين في الاستثمار للحصول على خدمة ذات جودة، وقد سمحت هذه المائدة المستديرة باستكشاف سبل التعاون مع شركاء فرنسيين، يمكن لخبرتهم أن تلهم السياق المغربي.