وطنية

من الإصلاح التربوي إلى رهان التنمية الترابية: عبد المومن طالب عاملا على إقليم اليوسفية

▪︎عبد النبي الطوسي

في خطوة تؤكد الثقة الملكية في الكفاءات الوطنية، تم تعيين عبد المومن طالب، المدير العام السابق لتنظيم الحياة المدرسية، عاملا على إقليم اليوسفية، مما يعكس توجها استراتيجيا نحو إسناد مناصب المسؤولية الترابية إلى أطر مشهود لها بالكفاءة والتجربة، خاصة من داخل الإدارة التربوية التي شكلت، لسنوات، ورشا متقدما للإصلاح، ذلك أنه برصيد مهني غني وهادئ في حضوره، صلب في مواقفه، ينتقل عبد المومن طالب من ورش التعليم، حيث ترك بصمات واضحة على مستوى التخطيط والتدبير، إلى ورش جديد لا يقل أهمية، يتمثل في قيادة التنمية المحلية في إقليم تتقاطع فيه الفرص بالتحديات، فمن أكاديمية بني ملال–خنيفرة، إلى أكاديمية جهة الدار البيضاء–سطات، بصم الرجل مسيرته بالحزم والفاعلية، خصوصا في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، اشتغل بعيدا عن الأضواء، لكنه كان حاضرا بقوة في التفاصيل، في هندسة الحياة المدرسية، وربط المدرسة بمحيطها الاجتماعي والاقتصادي، وفي تكريس الحكامة داخل المنظومة التربوية.
في مارس 2024، حصل عبد المومن طالب على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا في علوم التربية، عن أطروحة تناولت التوجيه المدرسي وسبل إدماج الذكاء الاصطناعي في رسم مسارات التلميذ المغربي، لم يكن هذا الإنجاز الأكاديمي سوى امتداد لاقتناعه العميق بأن الإصلاح الحقيقي يمر عبر العقل والمعرفة، وليس فقط عبر الشعارات والمخططات.
وإقليم اليوسفية، المعروف بثرواته الفوسفاطية وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، يعيش مفارقة حادة بين الإمكانيات المتاحة وحجم الإكراهات الاجتماعية والتنموية، وهو ما يتطلب مسؤولا من طينة خاصة، يجيد الإنصات، ويؤمن بالعمل الميداني، ويستثمر في الإنسان والبنيات على السواء.

تعيين عبد المومن طالب في هذا المنصب هو رهان على الكفاءة والهدوء المنتج، لكنه أيضا رسالة قوية من المؤسسة الملكية بأن زمن العبث الإداري ولى، وأن رجل المرحلة هو من يحول الفكرة إلى مشروع، والخطاب إلى أثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى