قضايا ومحاكم

برشيد: مستثمرون ضحايا تلاعبات في الحصول على دعم وزارة الفلاحة والقضاء يتدخل

عاشت مدينة برشيد في السنوات الأخيرة، على إيقاع ضربات موجعة للإستثمار، تضرر منها مستثمرون مغاربة وأجانب، قبل أن يطرقوا باب القضاء، في ذات المدينة أو بالدار البيضاء، ملتمسين إنصافهم.

ويتعلق  الأمر بشخص كان مصدر رعب لكل المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار بهذه المدينة، من خلال تقديم شكايات كيدية ضدهم أمام القضاء، بمبررات واهية ووهمية، بدعوى أنه متضرر من مصنع ما، وبالتالي يطالب صاحبه بمنحه مبالغ مالية خيالية، مقابل تنازله عن شكايته، وإلا فإنه سيقوم باستصدار أحكام قضائية لإغلاق المصنع المذكور والحكم  على صاحبه بأداء غرامات مالية مرتفعة.

وعلاقة بهذا الموضوع، أحالت مصالح الضابطة القضائية  ببرشيد، مؤخرا، هذا الشخص بعد الاستماع إليه في إطار البحث التمهيدي، على  النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية ببرشيد، التي أحالته بدورها على قاضي التحقيق، للتحقيق معه وفق ملتمسات النيابة العامة، من أجل التزوير في

مقررات رسمية ذات صبغة عقارية، تم استعمالها في رفع دعاوى كيدية ضد مستثمرين مغاربة وأجانب، وتم استغلالها كذالك  فى التصرف غير المشروع في المال العام،  باستحواذه  ضدا على القانون على  دعم مالي  خاص بمشروع مجاور حصل أصحابه  على  الموافقة المبدئية  لوزارة الفلاحة، الأمر الذي جعل المتضررين يرفعون شكاية مباشرة ضده بمعية المدير الإقليمي  للفلاحة ببرشيد وكذا زوجته التي توجد في حالة فرار، أمام قضاء التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء من اجل النصب والاحتيال  والتزوير في وثائق ومحاضر رسمية.

وتتلخص وقائع هذه النازلة في كون مستثمر رفقة أجانب اقتنى من المشتكى به الأول، صاحب الشكايات الكيدية، عقارا مرخصا لإنشاء وحدة لتبريد الخضر والفواكه  وحاصل على الموافقة المبدئية  لدعم المخطط الاخضر، بحيث أن هذا المستثمر سيكتشف  بعد الانتهاء  من  إنجاز البنايات الخاصة  بالمشروع، أن دعم وزارة الفلاحة المعول عليه  لشراء معدات التبريد وقدره  300 مليون سنتيم  أي 30  في المئة  من الكلفة الاجمالية  تم تحويله بتاريخ  31/12/2015 الى المشتكى به  الذي تقدم  الى مصالح مندوبية الفلاحة بمشروع مماثل عبارة عن بناء قديم متلاشى غير مرخص، ليستفيد من الدعم المذكورفي حدود حوالي 33مليون سنتيم، ليجد المستثمر نفسه ضحية نصب واحتيال، ترتب عنه مغادرة أصدقائه الأجانب للمغرب، ودخوله في مشاكل  وأزمة مالية.

وبعد البحث والتحري، تبين أن هناك تواطؤا بين مدير المندوبية الفلاحية والمشتكى به، حيث أفاد المدير المذكور في تصريح له، أن المشتكى به  تمكن من الاستفادة  من دعم وزارة  الفلاحة  وقدره  حوالي 33 مليون سنتيم أي حوالي  10 في المائة من تكلفة العقار، بعد إتمامه  بناء وتجهيز  وحدة تبريد  بتاريخ  2015، مضيفا  أن لجنة  مندوبية وزارة الفلاحة  انتقلت الى عين المكان  وعاينت بموجبه  محضر انجاز  هذا المشروع، والحال  أن كل هذه التصريحات هي ادعاء باطل،  يشكل تدليسا  وتحايلا وتواطؤا  من قبل المشتكي بهما  باصطناع  وثائق محاضر، أكثر من ذلك، فكل الأدلة ضمنها شهادة المحافظ ومعاينات مفوضين قضائيين تثبت أن هذا المشروع لايوجد سوى في مخيلة المشتكى بهما، وأن لا وجود له على أرض الواقع.

ووفق مصادر قريبة من الملف،  فإن المعني بالأمر، كان يمارس ضغوطا  قوية على المستثمرين والأجانب،  من أجل الخضوع له  وبالتالي ابتزازهم، مما جعل البعض منهم  يفضل نقل استثماراته خارج مدينة برشيد، بل في بعض الأحيان خارج المغرب .

لكن الخطير في الأمر، أن هذا الشخص، تمكن بالفعل، من استصدار أحكام قضائية، ضد بعض المستثمرين، بناء على شكايات كيدية  ومقررات رسمية مزورة، رغم افتقاده للصفة والمصلحة، مما يطرح أكثر من سؤال، عن الجهات التي تساعده في تحقيق أهدافه، غير المشروعة والمتناقضة مع القانون ومع التوجهات الملكية  التي تشجع  ليس فقط على الاستثمار بل  على تسهيل كل المساطر المتعلقة بالموضوع .

وتفيد مجموعة من المعطيات، أن المعني بالأمر أصبح موضوع عدة شكايات، بعد افتضاح أمره، وطرق أبواب القضاء من طرف ضحاياه، حيث يتابع  في ملفات أخرى، تتعلق بجرائم الأموال أمام عدة محاكم، من بينها ملف يهم استعمال عقار يوجد في ملك الغير لاختلاس المال العام للحصول على دعم مشروع وهمي، وهو ملك في الوقت الحالي لشركة ذات تمويل أجنبي، تقدمت بتظلم إلى القضاء.

ويبقى سؤال  مجموعة من المستثمرين  مطروحا وفي حاجة إلى أجوبة شافية من طرف كل المسؤولين، في مقدمتهم سلطات الوصاية، وهو كيف تمكن هذا الشخص المتهم بالتزوير والابتزاز أن يعبث في المنطقة فسادا  لمدة طويلة ، مما تسبب في عرقلة  مشاريع استثمارية بعاصمة ولاد حريز، وحرم عشرات إن لم نقل مئات من شباب المنطقة من الاستفادة من مناصب الشغل التي توفرها هذه الاستثمارات.

وتبين الصورتان، كيف أن البناية التي تبدو عبارة عن أطلال استفاد صاحبها من دعم مالي رغم عدم أحقيته بتواطىء مع مندوبية الفلاحة ببرشيد في حين أن المشروع الثاني الذي تتوفر فيه كل الشروط المطلوبة والمواصفات القانونية،  وكلف بناؤه  900 مليون سنتيم، وكان مرشحا ليكون أحدث وحدة تبريد بشمال إفريقيا لو تم استكمال المشروع، ولو لم ينسحب المستثمرون الأجانب عندما علموا بالتلاعب الذى حصل فى الدعم ، وللإشارة،  فالغلاف الاجمالي  الذى كان مخصصا لهاته الوحدة  يعادل 40مليون درهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى