في كل سنة ،تستوقفنا ذكرى مولد النبي صلعم. وعي مناسبة لإستحضار الرسالة الربانية التي حملها سيد المرسلين، والتي استطاع من خلالها نشر الحق والعدل بين الناس. فقد جعل نبينا من الجزيرة العربية مركز انبعاث حضاري وثقافي ومسلكي إنساني النزعة. يقول جون وليام في كتابه:” التطور الفكري الأوربي”:ولد في مكة بجزيرة العرب الرجل الذي كان له من دون جميع الرجال أعظم تأثير على الجنس البشري وهو محمد.
لقد أصبح نبينا الكريم برسالته الربانية الإنسانية الأكثر تاريخية بين جميع الشخصيات الدينية. هذه الرسالة التي انتشرت بالتسامح والمحبة. بدأها الرسول بتوجيه دعوات لزعماء الارض للدخول في الإسلام وبالطرق الدبلوماسية كما يسمونها اليوم. فدعا كسرى ملك الفرس وكذلك هرقل زعيم الروم. وكان الهدف إنقاذ البشرية من الجهل والشرك وعبادة اللة الأحد. فلم يكن انتشار هذه الرسالة بالقوة والسيف كما يدعي أعداء الإسلام.
فمبدأ لا إكراه في الدين من المبادئ الأساسية التي قامت عليها الدعوة إلى الإسلام. لقد جاء الإسلام على واقع سادت فيه ظلمات التخلف والعبودية والجهل ورافقتها ظلمات العلاقات الإنسانية. هذا الظلم مع الأسف الشديد لازال في وقتنا الحالي ولكن بأشكال وقوالب جديدة من عبودية الدول القوية للضعيفة ونهب ثرواتها الطبيعية وعبودية الإقتصاد القوي وتحكمه بالضعيف، وعبودية العولمة لطغيان المعرفة على الثقافة واختراق الخصوصية الخلقية والقيمية بدون احترام أو مراعاة للثقافة وقيم ومشاعر أصحابها بداعي حرية الرأي والتعبير إلى أن وصل الأمر إلى الإستخفاف بأنبياء الله من بعض الحثالة عديمي الضمير والأخلاق في الغرب.
إن استحضار ذكرى مولد نبينا هي فرصة سانحة للأسر لتقوم بالمسؤولية الملقاة على عاتقها وهي تعليم أبنائها سيرة نبيهم الكريم لكي تعيش هذه الشخصية العظيمة في قلوبهم. فما جاء عن الرسول من قول وفعل وتقرير، يعتبر منهاج حياة ينير طريقنا ويحقق العدالة الإجتماعية والسلام المنشود بعيدا هن التطرف والدواليب والمغالاة. وان نتمثل سنته ومنهجه في جميع دقائق حياتنا يوما بيوم.
ستظل سيرة نبينا الكريم منهاجا راقيا وأفضل منظومة إنسانية وأخلاقية في تاريخ الشعوب . وبالمناسبة فقد كتب أمير الشعراء أحمد شوقي احتفاء بمولد سيد الخلق قصيدة والتي مطلعها:
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأالملائكة حوله للد ين والدنيا به بشرا
وصفوة القول، تعتبر ذكرى المولد النبوي الشريف أفضل أيام السنة الهجرية .حيث ولد أعظم رجل في التاريخ.أمرنا الله بطاعة سيدنا محمد في قوله: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول. فقد أكرم الله رسوله الكريم في آياته بقوله: “وانك لعلى خلق عظيم” هذه الآيات القرآنية أكبر دليل على سمو مكانة الرسول العالية.