تربية وتعليم

معهد الصيد البحري بالبيضاء ورهان إنتاج المعرفة العلمية والابتكار

يضطلع التكوين والبحث العلمي بدور محوري في الارتقاء بقطاع الصيد البحري ، لكونهما دعامتين أساسيتين للنهوض بهذا القطاع ، خاصة بالنسبة لبلد كالمغرب المطل على واجهتين بحريتين مترامية الأطراف تمتد على مسافة 3500 كلم .

من هنا تأتي مساهمة كل من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالدار البيضاء ومراكز التأهيل المهني البحري ، بمختلف ربوع المملكة في النهوض بأنشطة وخدمات أسطول الصيد الوطني وذلك حتى يستجيب إلى أرقى المعايير ، سواء تعلق الأمر بمجال الصيد في أعالي البحار أو الصيد الساحلي أوالصيد التقليدي.

فبفضل الجهود المتضافرة بين هذه العناصر المتكاملة بمعية باقي الشركاء يمكن تحقيق التدبير المعقلن والمستدام للقطاع بشكل يضمن المحافظة على البيئة والثروة السمكية ونمائها ويجنب مخزونها خطر زيادة الضغط والاستغلال المفرط خاصة لبعض الأنواع المهددة بالانقراض أو ذات القيمة التجارية العالية، والتي يمكنها أن تدر على البلاد نصيب أوفر من العملة الصعبة .

وفي ما يخص الشق المتعلق بالبحث العلمي، فالمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، انطلاقا من دوره المحوري في إنتاج المعرفة العلمية والابتكار، أعد خطة برسم سنة 2022 يراد من ورائها مضاعفة الرحلات البحرية العلمية، معبئا في هذا المنحى نحو 138 مليون درهم لتمويل مشاريع في البحث العلمي واستثمارات جديدة.

وتشمل هذه خطة، على ضوء ما تداولته أشغال المجلس الإداري للمعهد ، العديد من مشاريع البحث والتطوير الرامية إلى تنويع العرض المغربي المتعلق بتربية الأحياء المائية وبتحويل وتثمين المنتجات البحرية .

كما يراهن من خلال برمجته العلمية والتقنية لهذه السنة على تعزيز أنظمة الملاحظة والإنذار أخذا بعين الاعتبار المخاطر التي تهدد التنمية المستدامة للقطاع ، والمرتبطة بتأثيرات تغير المناخ على المحيطات والموارد السمكية، إلى جانب الآثار التراكمية للضغط البشري المتعددة الأشكال على المجالات البحرية والساحلية الوطنية.

وفي هذا السياق، فإن خطة العمل العلمية والتقنية للمعهد ترتكز على برامج التتبع و الرصد للصيد البحري، للبيئة، للصحة ، وللصحة الحيوانية، بالإضافة إلى مجموعة من مشاريع البحث العلمي التي تهدف إلى الإجابة على القضايا العلمية المتعلقة بسير عمل النظم الإيكولوجية البحرية، وكذا عوامل تغير الموارد البحرية على المدى القصير والطويل.

هذه البرامج ستؤدي إلى مضاعفة الرحلات البحرية العلمية من أجل دراسة ومراقبة المزيد من الأنواع والمناطق مع رفع وثيرة التتبع والرصد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى