ثقافة و فنون

مجموعة ” أحفاد الغيوان” تعيد إحياء الأغنية الشعبية الغيوانية

بين الأزقة المهمشة للحي المحمدي بالدار البيضاء ، في ستينيات القرن الماضي ، انبثق التراث الشعبي الغيواني ، على يد مجموعة “ناس الغيوان” الغنية عن التعريف ، التي شكلت النواة الأولى لانتشار لون موسيقي جديد ، ساهم بشكل كبير في الدفع بالموسيقى التراثية المغربية .
و اعتمدت الأغنية الغيوانية الشعبية ، نهجا فنيا ملتزما ، تحدث خلاله بصوت الفقراء و المقهورين ، وواكبت هموم الأمة العربية و مآسي القارة الافريقية ، في فترة التضييق على الحريات.

على خطى أسلافهم ، بزغ نجم مجموعة “أحفاد الغيوان”، المنحدرين من “كاريان سنطرال” ، بالحي المحمدي ، مجسدين وفاءهم للأغنية الغيوانية الشعبية، و الفن المغربي الأصيل ، مستثمرين طاقتهم الشبابية في سرد واقع المجتمع المغربي عن طريق الكلمة الهادفة ، حاملين مشعل ظاهرة أغنت تاريخ التراث المغربي ، على المستوى الوطني و القاري.

المجموعة التي سماها الزجال عبد الرحيم باطمة “أحفاد الغيوان”، وواكب تقدمها و مسارها ، تأسست على يد الشاب محسن أبو زين و توأمه ، و حملت مشعل الفن الهادف عن طريق إعادة “ريبيرتوار” ناس الغيوان ، بإضافة آلات موسيقية جديدة من بصمة الجيل الجديد ، كما أنتجت أغنيتين بتوزيع عصري حول “الأم” و “الصيحة”.

و صرح محسن أبوزين ، مؤسس و مغني أساسي بمجموعة “أحفاد الغيوان” ل “گازاوي” ،أن الهدف من هذه المجموعة هو تنشيط الحركة الثقافية و الفنية و الفكرية و الابداعية لمختلف الثقافات الإنسانية ، فضلا عن إحياء قيم التسامح و العيش المشترك بين مختلف الثقافات لفائدة الجاليات ، و كذا المساهمة بتقديم ألوان مختلفة من الغناء الهادف و الكلمات الموزونة الحاملة للمعنى القوي في شتى المناسبات.

و أضاف الفنان الشاب ، أن مجموعة أحفاد الغيوان ، استوحت الطابع الأصيل للثقافة المغربية و الكلمات الهادفة الحاملة لأبيات الزجل ، الغنية بالرسائل الفكرية من ناس الغيوان ، على عكس ما أضحى الوسط الفني يعج به من أهازيج و موسيقى من دون معنى ، مشيرا أن التراث الغيواني هو ثقافة و فكر قبل أن يكون موسيقى.

كما أشار محسن أبوزين ، أن المجموعة تحظى بتفاعل الجمهو المغربي و احترامه ، و تسعى إلى ترسيخ بصمتها في الوسط الفني المغربي من خلال أسلوبها الخاص ، عن طريق مزج مجموعة من الإيقاعات الموسيقية إضافة إلى قوة الكلمات .

و بخصوص جديد المجموعة ، أضاف ذات المتحدث أنهم بصدد الاشتغال على ألبوم جديد، إضافة ألى تنظيم الدورة السادسة من مهرجان “الحال” بالدار البيضاء ، المترقبة هذه السنة.

يشار إلى أن مجموعة “أحفاد الغيوان” ، تستمر بنشر ثقافة التراث الشعبي الغيواني ، عن طريق تنظيم مهرجانات سنوية أبرزها مهرجان “الحال” ، بهدف إحياء الأغنية الغيوانية ، و إضفاء لمسة جديدة عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى