ثقافة و فنون

“شركة البيضاء للتراث” تحصي التراث اللامادي للدار البيضاء الكبرى في سابقة من نوعها

نجحت “شركة الدار البيضاء للتراث” في جرد التراث اللامادي لمنطقة البيضاء الكبرى، في أول بادرة من نوعها على الصعيدين الإفريقي والعربي، بتعاون مع وزارة الثقافة متمثلة في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
وانطلقت الشركة من اعتبار الاهتمام بالتراث اللامادي سواء على الصعيد الدولي، أو الوطني، من بين الركائز الأساسية لحفظ الذاكرة والهوية الثقافية.
وفي هذا السياق، وُقعت اتفاقية بتاريخ 26 فبراير 2019، يتم بموجبها جرد عناصر التراث الثقافي اللامادي وترتيبها وتصنيفها، وفق المعايير والأسس والخصائص المعتمدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (اليونيسكو).
وبعد الاتفاق على منهجية العمل وتحديد الإطار العام للاشتغال، تم تقسيم 21 طالبا على سبع مجموعات، معتمدين على استمارات حددت خاناتها بدقة متناهية وفق المعايير المعتمدة من قبل “اليونيسكو”، وتراعي في الوقت نفسه الخصوصية المحلية.
وانتشرت الفرق في عدد من المناطق والمقاطعات والعمالات، واستغرق العمل الميداني ثلاثة أشهر، حرص فيها الطلبة على تعبئة الاستمارات بالمعلومات المطلوبة، والاستماع إلى أكثر من 554 شخص يمارسون في مجالات مختلفة، قبل الانتقال إلى عملية التفريغ والتحليل والتصنيف.
وخلص البحث، الذي استغرق ثمانية أشهر، إلى اعتماد 67 عنصرا للتراث اللامادي، مدرجا في المجالات الخمسة المعتمدة من قبل اليونيسكو، وهي:
-التقاليد الشفهية وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة واسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي.
-فنون الأداء.
-الممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية.
-المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.
-المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية.
أما عناصر التراث اللامادي التي تم تحديدها فهي الظاهرة الغيوانية بجميع تفرعاتها، وصناعة منتجات من القصب والحكايات الشعبية والزجل والحلقة، ثم العرس البيضاوي والنكافة والألعاب الشعبية والطب البديل وصناعة الزيوت والعطرية، وغيرها من العناصر الأخرى.
وسيمكن هذا المشروع المهتمين والباحثين والمواطنين والطلبة والتلاميذ من الاطلاع على هذه العناصر مبوبة بصيغ سمعية وبصرية وتحريرية مختلفة في بوابة إلكترونية، وتعد أهمية اعتماد الرقمنة في مسارات المحافظة على التراث اللامادي، وذلك بغرض استغلال الامتيازات المتعددة التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة، بما يساعد كذلك على ضمان تيسير شروط حماية هذا التراث باستعمال تلك الوسائل العصرية التي تسمح أيضا بالترويج ونقله عبر الأجيال، فتحويل هذا التراث من منظور تقليدي إلى شكل معاصر، مطلب تفرضه التطورات المتسارعة التي تجتاح العالم ، بما يسمح بمواكبة تلك التحولات وإدماج هذا التراث ضمن منظومة علمية حديثة.
ونظرا للتنوع الثقافي للبيضاء الذي يعكس تنوع سكانها، وانتماءاتهم وأصولهم وروافدهم، أنتجوا أشكالا من التقاليد والعادات مفتوحة على الإغناء والتداول والتطوير في مجال حي ومتحرك مرتبط بالذاكرة والإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى