الأكاديمية الجهوية للتعليم تكرم النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات ، أمس بمؤسسة ابن الياسمين بالحي الحسني بالدار البيضاء،، حفلا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، تم خلاله تكريم مجموعة من النساء
وقد ألقى مدير الأكاديمية عبد المومن طالب كلمة بالمناسبة مماجاء فيها
“يوم انطلقت أولى شرارات الثورة النسوية ضد التمييز والتهميش، وكان ذلك سنة 1909 بالولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن أحد يتصوّر ما ستصل إليه المرأة من التقدم والتطور والرفعة بعد ذلك ببضعة عقود.
وعندما انطلقت المظاهرة المليونية الأولى يوم 19 مارس 1911 في كل من النمسا وألمانيا وسويسرا والدانمارك للمطالبة بحقوق النساء، لم يخمّن أحد ما سيتحقق بعد ذلك على أيدي الطاقات النسوية في كافة بلاد المعمور من الإنجازات الباهرة، في مختلف مجالات الحياة بلا استثناء، وكيف لا، وقد شكّلت المرأةُ دائما وأبدا قُطب الرَّحى واللبنة الأساس في بناء الفرد والمجتمع البشرييْن، من منطلق كونها، على الدوام، الأم، وبالتالي المَدرَسة الأولى، التي تبدأ فيها الغرسات الإنسانية في التفتق والانبلاج… ولأنها لا تقنع، بطبيعتها، بالعطاء إلا في أكمل أوجهه وأشكاله، فقد اضطلعت فوق ذلك بمهمة التربية والتنشئة داخل مشاتل التربية والتعليم والتكوين، لأنها، بطبيعتها كذلك، تصر على مصاحبة النشء الجديد، كل نشء جديد، إلى حين بلوغه مدارج القوة والقدرة على تنمية ذاته ومواصلة السير في دروب الحياة… تلك هي المرأة الأم، والمربية، والمُدَرِّسة، والراعية في مختلف مجالات المصاحبة والتأطير… هذا في كافة بقاع العالم. وإن المرأة المغربية لم تنقص عن هذا المسار الذهبي قيد شعرة.
من هذا المنبر إذَنْ، نتوجه إلى المرأة المغربية العاملة في حقول التربية والتعليم والتكوين، في كافة المدارس والمراكز بهذه الأكاديمية، بتحية إكبار وإجلال من صنف ما يليق بالأنبياء والرسل، لأنها أبانت بجدارة عن تضحية مثالية، وغيرية أسطورية، وصدق في الأداء، وتفانٍ فيه لا يجده المرء إلا في قلوب “الفرسان/النماذج” في الشهامة والإيثار ونكران الذات…
تحية إكبار نودُّها أن يتردد صداها على مدار أيام السنوات والمواسم بلا توقف، لإدراكنا الراسخ، جميعا، بأن يوما يتيما في السنة لا يليق بالاحتفاء بشبيهات الرسل والأنبياء… فعليكن منا أزكى السلام والتبريك..
وكل عام وأنتن أكثر عطاءً وتألقاً، وأوفى تشخيصا لكل معاني الخير، وقِيَم الجمال في أبهى دلالاته وحُلَلِه.”