أنس الحدادي كما عرفته وخبرت والده

الشاب أنس الحدادي هو واحد من الشباب المغربي، المغرومين بالسياسة في هذا البلد، على الرغم من أنها أصبحت لا تغري شبابنا كثيرا بالانخراط فيها، أو الانضمام إلى أحزابها، لكننا على كل حال لا ننتمي إلى زمرة من يسبون الظلام، فلا شيء سيتغير بالانسحاب.
هذا الشاب الواعد منذ تعرفت عليه، من خلال العلاقة الطيبة، والطويلة التي تمتد لسنوات التي جمعتني مع والده الأخ الفاضل، سي محمد الحدادي Mohamed Haddadi ، هي علاقة لم يكن منشأها سياسيا، بقدر ما هي علاقة أخوية صادقة مستمرة إلى يوم الناس هذا.
كنت ساعتها ألتقي أنس، في بيت العائلة، أو في لقاءات عامة، لم أره إلا شعلة متقذة من العطاء، شاب اجتماعي بامتياز، يجمع حوله الشباب، في منطقة ليست كاليفورنيا الغنية، بل في مناطق شعبية مازالت تعاني التهميش، كنت أراه حريصا على تتبع تفاصيل حياتهم، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، يبادر وسطهم بمبادرات جميلة، ترفع من همهم، وتدعم قدراتهم، وتسترجع شيئا من ثقتهم بأنفسهم.
أنس آثر أن يحمل مشعل التغيير وسط الشباب، من داخل حزب سياسي، لكي يضفي على السياسة شيئا من المصداقية، فهذا ليس غريبا عنه، لأنه سليل أسرة وطنية، والده راكم تجربة سياسة محترمة، عاش على مبادىء ومصداقية، مهما اتفقنا معه او اختلفنا، فالأخ محمد الحدادي، ربى أنس على خصال السياسة الحقة، فكان أنس بحق نموذجا للشباب المغربي، الذي يناضل من داخل الأحزاب السياسية، وكله أمل في المستقبل، لا يمكنك أن تلتقي، أنس إلا وتجده مبتسما، رغم ما تراه عيناه من إهمال للشباب، واستهتار بقدراتهم، لكن أنس مصر على العطاء على اقتراح المبادرات..إنه يتنفس التواصل، يعيش وسط الشباب، خلوق، وخدوم، للأسف هو اليوم يعيش محنة، أعتقد أنه سيتجاوزها منتصرا بإذن الله، فلا يمكن إلا أن نشيد بهذا الشاب وما قدمه للشباب المغربي..