الكلب سعودي الولادة و إماراتي العقيدة

•محمد الشمسي
يظهر سعودي في تسجيل بالصوت والصورة يهاجم المغرب وتونس والجزائر دفعة واحدة وبطريقة فجة وغير مفهومة، ومن خلال بالوعة سبابه يتبين أن المعني بالأمر يجهل التاريخ مثلما يجهل الجغرافية ويجهل حتى أصول التربية، فالمغرب لم يصله الاحتلال العثماني، ثم إن المغرب وتونس والجزائر لا تعتمد اقتصاداتها على السياحة كمورد هام ورئيسي، أما العمالة لأمريكا والعدو الصهيوني فحسبنا شهادة التاريخ، وأخيرا فإن وقوع دولة ذات سنة تحت نير الاحتلال لا ينقص من حجمها ولا من شأنها، فكل دول العالم سقطت في حقبة من الحقب التاريخية لاحتلال أو حماية.
أعود للذي نهش عرض ولحم المغرب دولة وشعبا، ونهش معه حتى لحم الشقيقتين تونس والجزائر، فهو لا يعدو أن يكون كلبا ولد في السعودية وفيها عاش جروا، حتى إذا اشتدت أنيابه وبات يقوى على النباح، سمع صوت صفير ولهث خلف الصفير متنكرا للأوكار والأصول والديار، إلى أن وجد كائنا إماراتيا من هواة الدسائس والخيانة والخذلان وإغراق تاريخ الأمة وقضاياه في بحر الأعداء تآمرا، ولأن الكائن الإماراتي جبان فقد تخصص في تدريب الكلاب لتقوم بدلا عنه بالغدر ، وبعد أن بصبص الكلب بذيله علمه مدربه كيف يعض الأهل والمقربين في الدم واللغة والدين والتاريخ والعادات، ثم أشبعه في بطنه وهو يعرف أن هذه السلالة من الكلاب تكون وفية لمن يرمي لها العظام، وهي تطيع كل من ينفخ بطنها ولو بسطل من اللبن، وعندما أتقن الكلب المهمة وجهه مدربه نحو المغرب وتونس والجزائر ثم فتح الحبل من على عنقه وقال له بصوت خشن فظ “أطاك”، فتحركت غريزة الكلب وذاك طبع هذه السلالة من الكلاب، وشرع ينبح جهلا وباطلا .
ربما كان في رد البعض على ذاك النباح شيء من التطرف، عن طريق ذكر الشعب السعودي والإماراتي بسوء، لكن الحاصل أننا نقدر الدولة السعودية ونحترمها ونعتبرها حارسة وحامية لأماكن غالية ومقدسة في نفوسنا، ومعها دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا نعرف بيننا وبينها إلا ما يجمعنا، وتقديرنا لشعبها تفرضه علينا قواسمنا التي لا يزيغ عنها إلا هالك ، لذلك فإن انفلات بعض الردود وتجاوزها للنباح هو ما رسمه المدرب للكلب، حتى تهيج الشعوب على بعضها ، فيتلذذ المدرب ويرمي للكلب مزيدا من الفتات وبقايا الطعام وهو يربت على أذنيه ورأسه، وقد يجلب له في نهاية مساره كلبة يتناسل معها، لأن الكلاب الغدورة معروفة بعبادة أجهزتها التناسلية، ولا يعنينا اعتذار المعني لأن الكلاب تعتذر أيضا بالنباح، فهو يظن أنه نجح في إرضاء ولي نعمته بعدما تقيأ حقده وجهله على واحدة من أقدم الدول والحضارات في إفريقيا والعالم بشهادة التاريخ .
نحن في المغرب على علم بما يحاك ضدنا، فنحن نؤدي فاتورة مواقف النبل والشجاعة والانحياز لصوت العقل والحكمة ونبذ التهور، ورفضنا أن نبيع الحق ونجري خلف الطيش ولو بأطنان من “الرز”، وها قد ارتد النزق على أصحابه ، ونحن قادرون على تحمل تبعات قراراتنا، لأننا نعلم ان تسيير الدول يختلف عن تسيير دور القمار أو الليالي الماجنة، فلندع كل كلب ينبح فإن نور القمر لا يضنيه حتى زئير الأسود فما باله بترنح الجراء.