مجتمع

معاناة صغار الفلاحين بين جائحة كورونا و كارثة الجفاف

•محمد الشمسي

قبل أن يفزع صغار الفلاحين في العالم القروي من كارثة كورونا التي يتابعون أطوارها عبر شاشات التلفزة وما ينقله لهم أقاربهم في المدن، كان هؤلاء صغار الفلاحين يعيشون في صمت ويلات كارثة الجفاف الذي ضرب عددا من مناطق المغرب إلم يكن كل المغرب، منذ بداية الموسم ، فقد ذبلت المزروعات البورية بعدما يئست من نزول قطرات الغيث، ولم ينبت الكلأ للمواشي وجاعت وباتت ترهق كاهل الكسابة ، وجفت الآبار، وهبطت أسعار الكسيبة، وارتفع ثمن الأعلاف، وحتى مع قرار الحكومة دعم صغار الفلاحين بكميات من الشعير ، تفاجأ هؤلاء بكون نصيب كل فلاح رب أسرة هو قنطار واحد من الشعير المدعم، علما أن الفرق بين سعر الشعيرين المدعوم و ذلك المعروض في الأسواق لا يتجاوز نصف درهم .
وفي الوقت الذي كان فيه صغار الفلاحين يمنون النفس بالتفاتة حكومية تخفف عنهم هم وغم محنة الجفاف، يتفاجؤون باكتساح فيروس كورونا، وكيف أن الدولة استنفرت كل إمكانياتها لمجابهة الوباء ، وكيف أن الطوارئ الصحية أوقفت بنسبة كبيرة عجلة الإقتصاد المغربي، وكيف أن الدولة شرعت في صرف إعانات للمتضررين من فقدان مداخيلهم وقوتهم اليومي، ويعاينون الأسواق الأسبوعية التي كانت موردا لرزقهم تم إغلاقها ومنع الحركة فيها.
وفي الوقت الذي اشتكى فيه الأطباء الخواص و”الكلينيكات” ومعهم مدارس التعليم الخصوصية لمجرد ضائقة لم تكمل حتى شهرها الأول وطمعوا في أموال صندوق مكافحة كورونا، لم يُسمع للفلاحين الصغار ضحايا الجفاف وكورونا أنين ولا صوت، ليس ليسرهم لكن لانعدام هيئات أو نقابات تضع ملفهم فوق مكتب رئيس الحكومة، أو تراسله ولو بفاكس حتى .
الواجب يفرض الالتفات إلى هذه الشريحة فأزمتهم أزمتان، وهم حراس قطعان الأبقاء والأغنام التي توفر اللحوم في المجازر، وهم خزنة مخازن الحبوب و القطاني التي تصون الأمن الغذائي للمغاربة، و هم ممولو الأسواق الكبرى للخضر، هؤلاء يحتاجون عناية مضاعفة، لأنه لئن كان البعض من ساكنة المدينة قد تضرروا بالطوارئ الصحية في أقل من شهر، فإن أولئك الفلاحين تضرروا من انحباس المطر منذ بداية فصل الشتاء، ولا أحد استدار نحوهم أو تذكرهم وكأن ما يسري فيهم ليس روحا، أو كأنهم مواطنون في الدرجة الثانية .
وإذا كانت وزارة الصحة منكبة على مواجهة جائحة كورونا لأنها تهم قطاعها، فإن وزارة الفلاحة مطالبة بالتخفيف من آثار الجفاف لأنه يهم وزارتها وفلاحيها.
في الختام اذا اشتكى الطبيب الخاص ومدير مدرسة تعليم خاصة ” آش بقا للفلاح الصغير ما يدير؟” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى