ملكة الكون بين الاحتفال والإبتذال

نورالدين ودي

0

أصبحنا في يوم من كل عام ؛ نحتفل باليوم العالمي للمرأة ، ونقدم للسيدات الهدايا ؛ وباقات الورود ، وبطاقات مجاملة فيها بعض كلمات الثناء الرقيقة الراقية ، ثم يُذكر ما قدمته للبشرية جمعاء من بدل وجهد وعطاء ، وتٌحكى لنا سلسلة من الاستحقاقات التاريخية الحقوقية ، ونضالاتها عبر الحضارات والقارات ، ومدى تكريمها والإعتراف لجهودها وتضحياتها ، وتاتي اليوم بهذه المناسبة السعيدة ؛ وتسعى الشركات التجارية بمختلف مشاربها بالتسويق لمنتوجاتها التجارية ؛ بالتخفيضات والتحفيزات والإعفاءات ، تكريما لها ، وطمعا في إغرائها ، ويقام لها الحفلات ، وتكتب عليها الشواهد والتقديرات ، ويتلى عليها القصائد والمصنفات ، ويلحن لها ويشدو لها بالأغنيات . وتجد الإعلام يقبض على نواجذه بتقديم الجميلات في اللوحات الإشهارية للإثارة والإبتزاز والإبتدال ، وضعت كديكور فني ، وأنشئت لها ماركات عالمية في التجميل والعطور للإشعال والتأليب ، ويهوي بعضهن للاستلاب والتبعية والتقليد … ويبقى حالهن !!!
وأضحت أيضا بعض الأحزاب والأطياف ، تتسابق وتستغل هذا اليوم ، وتحشد له النساء الغافلات في القاعات والفضاءات لإستقطابهن ، والدعوة للإهتمام والإعتراف بهن ، وتحفيزهن واستقراضهن في الدعاية الإنتخابية .
وفي الحقيقة هذا اليوم ؛ احتفاء بمراجعة ومذاكرة لحقوق المرأة ، ومدارسة وتشخيص للحالات المبتدلة ، والمغتصبة ، والمسلوبة ، وأهم إشارة هو العمل السياسي النسائي الذي ما زال لم يثمر ولم يصل للحد المطلوب من تموقعها ، والجهد الذي سعى إليه الرجال سياسيا ، هو تقديم فقط ورقة الكوطا النسائية ، وهي أيضا تزيين للمحافل السياسية ، وتبقى المراة بين انوثتها وجاذبيتها ، ودورها الفعال في المجتمع ، القلب النابض ، شمس الحياة ونور الكون ، هي قاطرة التنمية والنماء ، وبناءة للأمم والحضارات …
وقد أنعم الله علي وبحمده ، أن أكرمني بالمرأة ؛ جدتي رحمها الله وهي ملاذي ، والمرأة ؛ أمي التي انجبتني وربتني ، والمرأة ؛ زوجتي التي كافحت معي ، والمرأة ؛ والدة زوجتي التي أوصت بي خيرا ، والمرأة ؛ أختي التي أكرتمي ، والمراة ؛ ابنتي فلذة كبدي التي اهديت لها محبتي ؛ وأهدتني وجودي ، والمرأة حفيدتي ؛ التي انتظرها وهي سر بقائي وخلودي ، اشهد أن المراة هي كياني وكوني وعالمي حفظهن الله وبارك فيهن ، وكل عام والمرأة هي منبع الخير كله

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.