أصبحنا في يوم من كل عام ؛ نحتفل باليوم العالمي للمرأة ، ونقدم للسيدات الهدايا ؛ وباقات الورود ، وبطاقات مجاملة فيها بعض كلمات الثناء الرقيقة الراقية ، ثم يُذكر ما قدمته للبشرية جمعاء من بدل وجهد وعطاء ، وتٌحكى لنا سلسلة من الاستحقاقات التاريخية الحقوقية ، ونضالاتها عبر الحضارات والقارات ، ومدى تكريمها والإعتراف لجهودها وتضحياتها ، وتاتي اليوم بهذه المناسبة السعيدة ؛ وتسعى الشركات التجارية بمختلف مشاربها بالتسويق لمنتوجاتها التجارية ؛ بالتخفيضات والتحفيزات والإعفاءات ، تكريما لها ، وطمعا في إغرائها ، ويقام لها الحفلات ، وتكتب عليها الشواهد والتقديرات ، ويتلى عليها القصائد والمصنفات ، ويلحن لها ويشدو لها بالأغنيات . وتجد الإعلام يقبض على نواجذه بتقديم الجميلات في اللوحات الإشهارية للإثارة والإبتزاز والإبتدال ، وضعت كديكور فني ، وأنشئت لها ماركات عالمية في التجميل والعطور للإشعال والتأليب ، ويهوي بعضهن للاستلاب والتبعية والتقليد … ويبقى حالهن !!!
وأضحت أيضا بعض الأحزاب والأطياف ، تتسابق وتستغل هذا اليوم ، وتحشد له النساء الغافلات في القاعات والفضاءات لإستقطابهن ، والدعوة للإهتمام والإعتراف بهن ، وتحفيزهن واستقراضهن في الدعاية الإنتخابية .
وفي الحقيقة هذا اليوم ؛ احتفاء بمراجعة ومذاكرة لحقوق المرأة ، ومدارسة وتشخيص للحالات المبتدلة ، والمغتصبة ، والمسلوبة ، وأهم إشارة هو العمل السياسي النسائي الذي ما زال لم يثمر ولم يصل للحد المطلوب من تموقعها ، والجهد الذي سعى إليه الرجال سياسيا ، هو تقديم فقط ورقة الكوطا النسائية ، وهي أيضا تزيين للمحافل السياسية ، وتبقى المراة بين انوثتها وجاذبيتها ، ودورها الفعال في المجتمع ، القلب النابض ، شمس الحياة ونور الكون ، هي قاطرة التنمية والنماء ، وبناءة للأمم والحضارات …
وقد أنعم الله علي وبحمده ، أن أكرمني بالمرأة ؛ جدتي رحمها الله وهي ملاذي ، والمرأة ؛ أمي التي انجبتني وربتني ، والمرأة ؛ زوجتي التي كافحت معي ، والمرأة ؛ والدة زوجتي التي أوصت بي خيرا ، والمرأة ؛ أختي التي أكرتمي ، والمراة ؛ ابنتي فلذة كبدي التي اهديت لها محبتي ؛ وأهدتني وجودي ، والمرأة حفيدتي ؛ التي انتظرها وهي سر بقائي وخلودي ، اشهد أن المراة هي كياني وكوني وعالمي حفظهن الله وبارك فيهن ، وكل عام والمرأة هي منبع الخير كله