مناهضة العنف المبني على النوع يقتضي تعبئة شاملة تركز على الأطفال والشباب

اعتبر مشاركون في ندوة نظمت أمس الجمعة بالدار البيضاء ، بمناسبة الحملة الوطنية التحسيسية السابعة عشرة لوقف العنف ضد النساء ، أن مناهضة العنف المبني على النوع ، يقتضي تعبئة شاملة تستهدف كافة المواطنين ، خاصة الأطفال والشباب.
وأبرزوا خلال هذه الندوة ، التي نظمتها اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء ضحايا العنف بالدار البيضاء، بمشاركة مسؤولين قضائيين وفاعلين تربويين وجمعويين ، أن العناية بالأطفال والشباب ، وتمكينهم من تربية جيدة على مستوى الأسرة والمدرسة ، يساهم دون شك في تشبعهم بثقافة احترام الفتيات والنساء ، ونبذ العنف المبني على النوع .
وفي هذا السياق شدد نجيم بنسامي الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ، ورئيس اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء ضحايا العنف بالدار البيضاء ، على ضرورة تسخير كل الإمكانيات لتعبئة الشباب من أجل مناهضة العنف وحماية هذه الفئات الاجتماعية (النساء والفتيات)، والنهوض بأوضاعها والارتقاء بحقوقها ، وتعزيزها ، سيما بعد دخول القانون ( 103 / 13 ) حيز التنفيذ ، تماشيا مع ما ينص عليه دستور المملكة والمواثيق الدولية .
وقال إن المضي قدما في مناهضة العنف الممارس ضد النساء والفتيات يستلزم بذل المزيد من الجهود في إطار من التكامل والفعالية والتواصل والتنسيق، وتعبئة كافة المواطنين ، سيما الشباب باعتبارهم رافعة أساسية ، وشريكا فعالا في مناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، كما يستوجب تكثيف الجهود لتدارك النقائص ، ومواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الاجتماعية، مما يستدعي إيلاء عناية خاصة لفئة الشباب وتنشئته تنشئة سليمة تنشد السلم ، وتنبذ العنف بكل تجلياته.
وفي سياق متصل نوه بمختلف المبادرات الخلاقة والبرامج النموذجية ، والممارسات الفضلى، التي أطلقتها وسهرت على تنفيذها القطاعات المعنية، وهيئات وجمعيات المجتمع المدني .
كما ذكر بالمكتسبات التي تم تحقيقها على مستوى الخلية الجهوية والخلايا المحلية التابعة لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء ، من أجل ضمان الولوج إلى العدالة بالنسبة لهذه الفئة من المجتمع ( النساء اللواتي يتعرضن للعنف )، وتوفير كافة الضمانات لتمتيعها بحقوقها خلال كافة مراحل التكفل بها، بدءا باستقبالها في فضاءات مجهزة بما يتلاءم وخصوصياتها ، والاستماع إليها، وتقديم الدعم النفسي لها وتوجيهها وإرشادها.
أما بديعة جاري منسقة اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ، فقد أكدت على ضرورة إشراك الشباب والإعلام في محاربة العنف المبني على النوع، لافتة إلى أن الشباب يشكل دعامة الحاضر والمستقبل .
وقالت إن المدرسة هي أنسب فضاء يتعين التركيز عليه لتلقي قيم نبذ العنف المبني على النوع ، مشيرة إلى أن الأطفال والشباب ، هم أفضل سفير لنقل مبادئ المساواة ومحاربة العنف إلى الأغيار ، عبر التربية بالقرين.
وفي السياق ذاته أبرزت عائشة لخماس رئيسة اتحاد العمل النسائي ، أهمية مراجعة العلاقة مع الشباب ، حتى يتمكنوا من استعادة الثقة في مختلف المؤسسات ، مشيرا إلى أن الاهتمام بالشباب والعناية بهم يشجعهم على أن يكونوا إيجابيين في التعاطي مع الحياة ، بما في ذلك الانخراط الجدي في محاربة العنف ضد النساء .
وتابعت أن تجارب دولية ودراسات أظهرت أن العنف المبني على النوع تكون له تكلفة اقتصادية واجتماعية ، ومن أجل تفادي هذه التكلفة ، كما قالت ، يتعين الاشتغال بشكل مشترك، مع تجويد القوانين ذات الصلة بموضوع العنف الذي يستهدف النساء والفتيات .