“التعافي في الصحة النفسية”موضوع لقاء دراسي في الدار البيضاء

افتتحت أمس الجمعة، بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، أشغال لقاء دراسي حول موضوع ” التعافي في الصحة النفسية ” بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب . وأجمعت المداخلات خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، المنظم من قبل عصبة الصحة النفسية، والذي سيتواصل على مدى يومين (13 و 14 دجنبر الجاري ) ،على أن مسألة التعافي من الأمراض النفسية تقتضي بالضرورة انخراط الجميع ،كل من موقعه ،حتى يسترجع المريض قدرته على التعايش مع محيطه بشكل إيجابي.
وأكد الخبراء في عروضهم على أن المرض النفسي كغيره من الأمراض قابل للعلاج ويتعين تجاوز المفاهيم المغلوطة التي غالبا ما تشكل عقدة نفسية للمريض ومحيطه الأسري ، مشددين على أنه بالامكان تخطي هذه المرحلة عبر العلاج الطبي والمواكبة النفسية والدفع بالمريض ليكون فاعلا منتجا لأسرته ومجتمعه ،وليس مجرد عبء عليهما.
وفي هذا الصدد، دعا المتدخلون ،في هذا اللقاء الدراسي، الهيئات والجمعيات النشيطة في مجال الصحة النفسية الى التعاون والتواصل مع أسر وأهالي المرضى بهدف احتواء مختلف الحالات المصابة وبالتالي المساهمة في تمكينها من الاندماج في محيطها الاجتماعي والدراسي والمهني بكل سهولة، مبرزين أن الهاجس المشترك لدى المعنيين بالصحة النفسة هو بعث الثقة والأمل في نفسية المريض والتعامل معه بكل كرامة والسعي إلى دفعه لتحمل المسؤولية والتعايش مع مرضه وكذا الاستجابة للعلاج.
وفي هذا السياق ، تمت الاشارة إلى العديد من التجارب الناجحة ، حيث تمكنت حالات مرضية من التعافي وإثبات الكفاءة والقدرة على الانخراط في مجتمعها بكل فعالية، بل أقدمت على نشر سيرتها الذاتية ومعاناتها مع المرض إلى أن بلغت بر الأمان وأصبحت بذلك نموذجا يحتذى.
وبالمناسبة استعرض رئيس عصبة الصحة النفسية ،البروفسور محمد عكوب، الجهود التي تبدلها الجمعية منذ نشأتها في نونبر 1979، في التحسيس بسبل الوقاية ورصد الأعراض النفسية وتحقيق العلاج ، مؤكدا أن الوقت قد حان للتفكير في مرحلة ما بعد التعافي لتمكين المصابين النفسيين من إعادة الاندماج والتفاعل الايجابي مع مختلف مكونات المجتمع. و ذكر أنه لهذا الغرض وجهت الدعوة لعدد من الخبراء الدوليين وخاصة من فرنسا للوقوف مع نظرائهم المغاربة عند أحدث الأساليب و المناهج المتبعة في المجال التعافي في الصحة النفسية ، مشيرا الى أن مسألة إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي لم تر النور إلا في العشرين سنة الأخيرة.
وبحسب البروفسور محمد عكوب، فمن شأن هذا المركز المساهمة في تحقيق العلاج وتمكين المتعافين من امتلاك بعد الحرف والأنشطة التي تسهل امكانية ولوجهم عالم الشغل .ويتضمن برنامج هذا الملتقى التواصلي والتحسيسي سلسلة من المحاور تخص كيفية التعامل مع الاشخاص المتعافين والدور المنوط بكافة الاطراف المعنية لتحقيق عملية إعادة الادماج بما في ذلك الأسرة والممرضين والمشرفين عن مراكز الاستقبال.