تاريخ مدينة الدار البيضاء من النشأة إلى دخول المستعمر الفرنسي

قام أمازيغ مملكة بورغواطة بتأسيس مدينة الدار البيضاء (أنفا) سنة 768 م.
وحسب الزياني المولود سنة 1734 المدينة أسسها الأمازيغ حيث حينما انتقل الزيانيون إلى تامسنا وتادلة قاموا بتاسيس انفا في تامسنا ومدينة داي في تادلة. “أنفا” أو “أنافا” أو “انفي”… تسميات مختلفة وردت في المصادر التاريخية القديمة للإشارة إلى الحاضرة التي ظهرت في المكان الحالي للدار البيضاء. وينسبها ابن الوزان (ليون الإفريقي) إلى الرومان، كما ينسبها آخرون إلى الفينيقيين. ولكن غالب المؤرخين يذهبون إلى أن مؤسسيها هم الأمازيغ الزناتيون.
وقد اشتهرت “آنفا’ لحقبة من الزمان بعلمائها وجنودها وتجارتها المزدهرة.
وبقيت “أنفا” خلال حكم المرينيين مدينة صغيرة مفتوحة على التجارة البحرية مع الخارج لاسيما مع الإسبان والبرتغال. كما كان سكانها بحارة يمارسون القرصنة ويهاجمون بصفة خاصة السفن البرتغالية، مما أثار حفيظة البرتغاليين الذين نظموا هجوما على المدينة وقاموا بتدميرها عن آخرها سنة 1486. وقد حاول البرتغاليون سنة 1515 بناء قلعة محصنة، لكن هزيمتهم على يد المرينيين جعلتهم يتخلون عن ذلك. ويبدو أن “أنفا” قد اندثرت بدون أن تترك أي أثر سوى ضريح “سيدي علال القيرواني” بوصفه شاهدا على حضارة مشرقة.
الدار البيضاء دمرهازلزال كبير سنة 1755 يعرف باسم زلزال لشبونة فالزلزال دمر مدينة لشبونة أيضا.
وفي عهد الدولة العلوية إبان حكم السلطان محمد الثالث بن عبد الله (1757-1790) أعيد بناء المدينة، وأصبحت تحمل اسم ” الدار البيضاء” أو “كازابلانكا” حسب النعت الإسباني. وبفضل الضرائب المفروضة على قبائل “الشاوية” استطاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بناء قلعة محصنة لاستقرار الجنود، والتي أصبحت فيما بعد الوجهة المفضلة لقبائل “الشاوية” و”دكالة”.
وحوالي سنة 1830 أخذت التجارة بالدار البيضاء مع دول أوروبية تعرف نموا، والتي ازدهرت في عهد السلطان العلوي الحسن الأول حيث غدت هذه المدينة تستقطب العديد من التجار والحرفيين من مناطق عديدة، وخاصة من مدينتي “فاس” و”مراكش”، وقد تمكنت بعض الشركات الفرنسية من تقوية نفوذها في المغرب وأكبرها الشركة القابضة الفرنسية “الشركة المغربية”التي أصبحت تتحكم في أراضي فلاحية واسعة.