وطنية

جهة البيضاء سطات تحمي مناطقها الرطبة بهذه الطريقة

نعيمة الناهي

دعا المشاركون في لقاء نظم أمس الأربعاء بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، الذي يصادف اليوم الثاني من شهر فبراير من كل سنة، إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز حماية المناطق الرطبة على مستوى جهة البيضاء سطات . وأبرزوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار ” من أجل تعبئة وحكامة جهوية فاعلة لحماية مناطقنا الرطبة ”، بمبادرة من الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة لجهة الدار البيضاء السطات، أهمية تغيير استراتيجية العمل ، مع التركيز على الجانب المحلي، في التعاطي مع مشاكل المناطق الرطبة بجهة البيضاء سطات. واعتبر السيد شرف الدين الفقيه برادة، رئيس الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة لجهة الدار البيضاء سطات، أن مشاكل المناطق الرطبة لاتعني الاختصاصيين والمسؤولين، ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة توعية المواطن وتحسيسه بدور المناطق الرطبة في حياته اليومية، حتى يكون ذلك الجندي الذي يدافع عنها بكل استماتة. وأضاف ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المجتمع المدني في المغرب تجاوز مرحلة التعاطي مع مشاكل المناطق الرطبة ب”العاطفة” ووصل إلى مرحلة “الخبرة” التي تأتي في شكل متكامل مع المسؤولين.

وبعد أن أشار إلى أن مشاكل المناطق الرطبة لن يحلها الزمن المخصص لهذا اللقاء، ذكر في هذا الصدد بأن المغرب يتوفر على 300 موقع رطب، منها 26 منطقة رطبة هي المحمية فقط، لذلك يجب توسيع مجال المناطق الخضراء، لأن المغرب هو الذي يتوفر على أكبر مساحة خضراء في المغرب العربي.
من جهتها، قالت السيدة حليمة جنيد، المنسقة الجهوية للجنة الثالثة للمناطق الرطبة ومحاربة التصحر والغابات التابعة للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن هذا اللقاء الجهوي من شأنه أن يساهم في تشكيل نظرة تشاركية من أجل حماية وتثمين المناطق الرطبة بجهة الدار البيضاء سطات، وذلك من خلال تقاسم تجارب المشتغلين فيها، مع الحصول، في الختام، على برنامج عمل فعال من أجل حماية هذه المناطق بالجهة.

وحسب جنيد، فإن المشاكل التي تعيشها المناطق الرطبة بالجهة، هي نفسها التي يعرفها العالم بأكمله، والتي تتمثل في تدهورها المستمر واستنزاف مواردها، والتلوث، لافتة إلى أن هذه المناطق تضطلع بدور سوسيو اقتصادي وطبيعي كبير في تخزين المياه والكاربون، فضلا عن تنظيم السلسلة البيئية للمياه، الى جانب دورها الفعال في ضبط التغيرات المناخية، والذي هو شعار نسخة هذه السنة من الاحتفال بالمناطق الرطبة.

واقترحت السيدة جنيد كحل لهذه المشاكل تفعيل مراكز للتكوين والتحسيس، وكذا التربية على الحفاظ على المناطق الرطبة، وتشكيل لجن محلية لتتبع وتقييم مستمر لعمل الفاعلين في هذه المناطق، وإشراك المجتمع المدني في اتخاذ القرارات وبناء المشاريع التي تخص حمايتها.
وفي ذات السياق، أكد عبد الرحيم الكسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، أن التعاون والتنسيق بين مختلف المتدخلين الرئيسيين في هذا المجال “ضعيف جدا ” ، كما جاء في جميع التقارير الدولية أو الوطنية، مما ينعكس على حماية وتنمية المناطق الحيوية التي تضم الماء الشروب وماء الفلاحة، الذي أصبح معرضا للتلوث والنقص، “مع التغيرات المناخية. وشدد على ضرورة تغيير استراتيجية العمل والتركيز على الجانب المحلي”، مبرزا في الوقت ذاته أن المجهودات المبذولة وطنيا ” غير كافية “، سواء من حيث طريقتها أو حجمها أو من حيث الاشراك والتنسيق بين الفاعلين ، لذلك فإن مسؤولية حماية المناطق الرطبة ، كما قال ، ” مشتركة “.

جدير بالذكر أن التنظيمات الجهوية للائتلاف قررت الحرص على انتظام هذه اللقاءات الجهوية بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، مع إصدار تقرير سنوي حول تطور وضعيتها. وعقد هذا اللقاء ، في إطار لقاءات جهوية نظمت بمختلف مناطق البلاد من قبل التنسيقيات الجهوية ال 11 المشكلة للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة ، بمشاركة مختلف الفاعلين والمسؤولين الجهويين، وذلك من أجل تقاسم المعطيات وطرح الإشكالات الكبرى المتعلقة بالمناطق الرطبة للجهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى