مشاركون في يوم دراسي بخنيفرة يبحثون مشروع تطوير النواة الجامعية للإقليم

كازاوي
انكب المشاركون في يوم دراسي نظم، أمس الجمعة بخنيفرة، على بلورة مشروع تطوير النواة الجامعية بالإقليم، استجابة للرغبة الملحة لكافة مكونات الإقلیم من سلطات محلیة ومنتخبین ومجتمع مدني، المتمثلة في إحداث نواة جامعیة توفر تكوينا ذا جودة. وبحث المشاركون في هذا اللقاء السبل الكفيلة بتوفير تكوینات مهمة لشباب الإقلیم والمناطق المجاورة، وكذا تكوین رؤیة محددة حول التكوینات ذات الأولویة والمرتبطة بالمحیط السوسیو-اقتصادي للإقلیم.
وفي هذا الصدد، أكد كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، محمد الغراس، أن تطوير النواة الجامعية بخنيفرة أضحى ضرورة ملحة، إذ “سيمكن شباب المدينة من متابعة دراستهم في أحسن الظروف، من خلال تنویع وتثمین المھن وتحدیث المناھج البیداغوجیة”. وذكر الغراس، في كلمة بالمناسبة، بأن “هذا المشروع يندرج في إطار تتبع تنفیذ خارطة الطریق، التي حددھا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ یولي أھمیة قصوى للتكوین المھني، باعتباره رافعة أساسیة للتنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة، وجعل قضایا الشباب في صلب السیاسات العمومیة ببلادنا، لا سیما في علاقتھا بمنظومة التربیة والتكوین”.
بدورها، قالت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، السيدة نزهة الوافي، إن إحداث قطب جامعي يتعلق بالمهن الخضراء والتنمية المستدامة بالإقليم سيكون له انعكاس اقتصادي واجتماعي. وأكدت الوافي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على ضرورة تعبئة كفاءات وساكنة الإقليم، لمواجهة التحديات التي تعرفها المدينة، من خلال النهوض بفرص الشغل، وضمان نماذج تنموية في مجالات ترابية تشكل ورشا اقتصاديا واجتماعيا.
من جهته، قال رئيس المجلس الإقليمي بخنيفرة، صالح اوغبال، في كلمة مماثلة، إن فكرة تطوير النواة الجامعية لخنيفرة كانت حاضرة، منذ زمن بعيد، في أجندة مختلف مؤسسات وفعاليات ومنتخبي الإقليم، مؤكدا أن تنزيل هذه الفكرة على أرض الواقع، أصبح عنوانا بارزا ورمزا لتجسيد مبدأ العدالة المجالية محليا بشكل ملموس.
من جانبه، قال مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، السيد لحسن شيلاص، إن خلق كلية أخرى بالمدينة سيساهم، بشكل فعال، في تعزيز البنيات التربوية والتكوينية والثقافية للإقليم الذي يوجد في حاجة ماسة إلى تطوير وتنويع وتوسيع نطاق البنيات التربوية، لاستقطاب تكوينات وبرامج أكثر فعالية ومردودية، تتلاءم مع حاجيات المحيط الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وسوق الشغل.
من جهتهم، دعا الفاعلون المحليون، الذين حضروا هذا اللقاء، إلى الإسراع في إخراج فكرة تطوير النواة الجامعية بخنيفرة إلى حيز الوجود، مذكرين بأن هذا المشروع ظل مطلبا لساكنة الإقليم منذ سنوات، استجابة للعرض الأكاديمي الذي مافتئت الساكنة تطالب بتقريبه للطلبة المنحدرين من الجماعات والأقاليم المجاورة.
وتم خلال اليوم الدراسي، الذي تعبأت له كل فعاليات الإقليم وعلى رأسها المنتخبون، بحث سبل تطوير النواة الجامعية، للخروج برؤية وخلاصات وتوصيات، حول إحداث مسالك جديدة للتكوين في المجالات التي تتلاءم وخصوصية المنطقة التي تعرف غنى وتنوع المؤهلات الطبيعية والإيكولوجية الممكن استغلالها في مجال طبيعة التكوينات وإفراز متخصصين في مجالات جديدة ترتبط باحتياجات سوق الشغل.
كما توقف المشاركون عند خصوصية التجربة الأكاديمية بالمنطقة، ومظاهر قوتها وتثمين منجزاتها، بالإضافة إلى تشخيص الإكراهات التي يعاني منها قطاع التربية والتكوين، والخروج بمقترحات عملية تمكن من إعطائه دينامية جديدة، على اعتبار أن إقلیم خنیفرة یتوفر على مؤھلات طبیعیة وإمكانیات اقتصادیة تجعل منه وجھة للتكوین في مجال البیئة والتنمیة المستدامة، خاصة وأنه یقع ضمن أكبر حوض مائي بالمغرب.