الدار البيضاء تدعم الشعب السوداني في ثورته

نظم عشرات من المناضلين والمناضلات من مختلف التنظيمات اليسارية والديمقراطية، أمس الإثنين بساحة ماريشال بالدار البيضاء، وقفة تضامنية مع الشعب السوداني، دعما لانتفاضته الباسلة ضد نظام البشير الديكتاتوري، رغم القمع والبطش والاعتقالات والشهداء، التي يشارك في تأجيجها وتنظيمها القوى اليسارية والديمقراطية التي تؤطرها ببرنامج سياسي انتقالي،أهم عناوينه القضاء على نظام الفساد والاستبداد وبلورة دستور ديمقراطي وانتخاب حكومة انتقالية لمدة أربعة أشهر تسهر على تعبيد الطريق نحو نظام ديمقراطي حقيقي ينهي مع التدخلات الامبريالية ويرسي قواعد حكم مبني على السيادة الوطنية وتقرير مصير الشعب السوداني بما يكفل العيش الكريم والعدالة والكرامة والحرية.
وفيما يلي الكلمة التي قرأها محمد الوافي باسم أحزاب اليسار والمنظمات الديمقراطية بالدارالبيضاء، في ختام الوقفة التضامنية.
يواصل الشعب السوداني ثورته الجماهيرية التي انطلقت بمشاركة كل الطبقات والفئات الشعبية التي تضررت منذ ثلاثة عقود من سياسات عمر البشير الديكتاتوري، والتي انتهت الى خلق أزمة مركبة على المستوى الوطني
والمجالي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بشكل أصبحت معه الحلول الترقيعية داخل الغرف المغلقة بين النخب الفاسدة غير مجدية ونافعة،
هذا الوضع الكارثي الذي انتهى إليه السودان باعتباره نتيجة موضوعية للسياسات الليبرالية المتوحشة المراهنة لإملاءات المؤسسات المالية الدولية التي دمرت القدرات الهائلة للاقتصاد السوداني، ثم تعميم الفقر والجوع لدى غالبية السكان، في مقابل استفادة اللوبيات المرتفعة من هذا الوضع دونما أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطنين،
هذا فضلا عن الأدوار التخريبية التي يقوم بها النظام الاستبدادي لعمر البشير ،كخدمة طيع للدوائر الإمبريالية والأنظمة الرجعية في المنطقة،وخاصة الخليجية،مما استباح البلاد لكافة أنواع التدخلات الأجنبية ومراعاة لمخابراتها،ثم مشاركته في الحرب القدرة ضد الشعب اليمني،
وعلى الرغم من مواجهة النظام الاستبدادي لعمر البشير للمسيرات الشعبية بالقمع والاعتقالات ،مما أدى إلى سقوط ما لايقل عن 40 شهيدا واعتقال ما يقارب 1000 مواطن ومواطنة،من بينهم مناضلي ومناضلات الأحزاب الديمقراطية،فإن الترابط العضوي بين ثورة الشعب السوداني وقواه المناضلة قد أفضى إلى بلورة برنامج الفترة الانتقالية للتغيير الديمقراطي والذي يتمحور حول :
– إسقاط النظام وتفكيك بنياته وآلياته الاستبدادية،
– فترة انتقالية مدتها أربع سنوات ،تقودها حكومة انتقالية تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية أساسها الحقوق والواجبات والمواطنة،
– محاسبة كل من أجرم في حق الشعب والوطن واستعادة الأموال المنهوبة،
– عقد مؤتمر دستوري وطني بعد تهيئة المناخ الإيجابي، والذي تمثل فيه كافة مكونات السودان السياسية والاجتماعية من أجل صياغة الحلول للأزمة العامة المتراكمة،
– وضع دستور ديمقراطي بمشاركة الشعب،
-ترسيخ مبدأ التداول السلمي والديمقراطي على السلطة،
إن أحزاب اليسار والمنظمات الديمقراطية بالدارالبيضاء، وانطلاقا من الروابط الافريقية والعربية والإنسانية التي تربط الشعبين المغربي والسوداني ،وانطلاقا من الروابط النضالية التي تجمعنا مع قوى اليسار والديمقراطية السودانية،فإننا نحيي عاليا كما نعبر عن دعمنا وتضامننا مع نضال الشعب السوداني ضد النظام الديكتاتوري من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية،كما تضم صوتها إلى كافة الأصوات الحرة عبر العالم من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين،كما تدعو عموم القوى الديمقراطية ببلادنا إلى تكثيف تضامنها مع الشعب السوداني ومواجهة الحصار المضروب على الثورة السودانية وحملات التعتيم التي تتعرض لها،كما تؤكد أحزاب اليسار والمنظمات الديمقراطية بالدارالبيضاء، استمرارها في دعم ومساندة نضال الشعب السوداني بمختلف الأشكال، وفي هذا الإطار سينعقد اجتماعها المقبل يوم الخميس 17 يناير 2019 بمقر حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي،وهو اجتماع مفتوح أمام كافة القوى الديمقراطية،