شؤون محلية

الجزولي من الدار البيضاء … بزوغ إفريقيا سيقلب موازين القوى الكبرى

اعتبر الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي محسن الجزولي، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن بزوغ القارة الإفريقية سيقلب موازين القوى الكبرى، لأن الأمر يتعلق بقارة توجد بالفعل في صلب كل الاستراتيجيات.

وقال في كلمة خلال انعقاد النسخة السادسة للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية المنظمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يومي 14 و15 مارس الجاري، إن القارة الإفريقية، التي ستشهد قريبا قفزة نوعية حقيقية، بدأت مسارا لا رجعة فيه نحو المستقبل.

وأضاف الوزير أن القارة الإفريقية غنية بمواردها ، وقوية بحيويتها الديمغرافية وبتنوعها الثقافي، مشيرا إلى أن توفر هذه المميزات سيجعل من إفريقيا قارة المستقبل .

وفي معرض تطرقه لبعض التحديات المستقبلية التي تواجه القارة، أوضح أنه من الآن وإلى سنة 2050، فإن ربع الساكنة العالمية ستعيش فوق القارة الإفريقية ، مشيرا إلى أن هذا التسارع الديمغرافي سيكون أصل عدد من التحديات، حيث سيتعين استقبال وإطعام وتكوين وإيواء ومعالجة وتوفير فرص الشغل لكل هؤلاء السكان .

وبعد أن اشار إلى أن جسامة المهمة تقتضي تجميع جهود جميع الدول الإفريقية ، تساءل بشكل خاص، كيف يمكن خلق دينامية تجارية مثمرة بين الدول الإفريقية لما نعلم أن العلاقات التجارية بين الدول الإفريقية لا تتعدى 15 بالمائة ، بينما تصل في أوروبا إلى 70 بالمائة ؟

وشدد على ضرورة تجاوز هذا الوضع، ” والتكيف مع نموذجنا التنموي الخاص، مع إعطاء مساحة كبيرة للتحول الاقتصادي تبعا لخصائصنا الاقتصادية.

وحسب الوزير، فإن هذه الانشغالات الموجودة في عمق الإصلاحات التي تنجز على المستوى القاري، أدت إلى ولادة المنطقة الحرة للتبادل القاري الإفريقي ( زليكاف)، مشيرا إلى أن هذه المنطقة الحرة للتبادل ستقلب الموازين ، لأنها تعد واحدة من نقط القوة لهذه القفزة النوعية، حيث ستلغي الحدود ، وستطيح بالحواجز التعريفية وغير التعريفية، كما ستمكن من تسريع تنقل اليد العاملة ورؤوس الأموال، وستغير ملامح الاقتصاد الإفريقي .

ومع إنشاء منطقة التبادل الحر هاته، يضيف الوزير، سيتضاعف الاقتصاد مرتين مع سوق موحد ب 5ر2 مليار من المستهلكين في أفق سنة 2050، كما ستقام منطقة موحدة للتبادل التجاري مفتوحة على آفاق جديدة وفريدة للمقاولات والمستهلكين.

ولجني ثمار هذه القفزة النوعية، يضيف الوزير ، يجب التركيز من جديدة على ” طاقتنا وثرواتنا، وأن نحول هياكلنا الاقتصادية بروح من التعاون التضامني والفعال ، وهذا يسميه الاختصاصيون بالتكامل “. وبخصوص علاقات المغرب بالبلدان الإفريقية، أبرز أن المغرب أخذ بجدية أهمية التكامل على مستوى القارة الإفريقية .

وحسب السيد الجزولي فقد تولدت عن هذه الفعالية تجارب ناجحة، يود المغرب أن يتقاسمها مع البلدان الإفريقية ، مذكرا في هذا السياق بأنه ليس هناك أفضل من نموذج التجاري وفا بنك باعتباره فاعلا أساسيا في الميدان البنكي الإفريقي، والذي يتوفر على عدة فروع في مختلف أنحاء القارة الإفريقية.

من جانبه أكد السيد عبد الله بوريما، رئيس لجنة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا ، أنه سيكون من الصعب ، إن لم يكن من المستحيل ، أن تأمل البلدان الأفريقية في التطور بشكل فردي .

وذكر في هذا السياق ببعض الأنشطة والمبادرات التي قام الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا لتحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي للقارة الإفريقية.

وفي السياق ذاته أكد السيد هي لي لي سفير الصين بالرباط ، على الأهمية الكبيرة التي يكتسها المحور التي تم اختياره لهاته التظاهرة ، لافتا في الآن ذاته إلى أن المبادلات بين الشرق والغرب توفر سبل قيام عالم متنوع .

وبعد أن أشار إلى أن الصين أطلقت مبادرة “الحزام والطريق” تماشيا مع مبادئ التآزر والتقاسم ، قال إن الصين وإفريقيا تقيمان تعاونا بناء ومثمرا منذ عدة سنوات.

وفي سياق متصل أكد السفير الصيني ، أن المغرب يعمل ، مثل الصين ، على قيام عالم متعدد ومنفتح ، كما يلتزمان بدعم إفريقيا في تنميتها.

وقال إن المملكة المغربية ، التي تقع على مفترق طرق بين إفريقيا وأوروبا ، وبين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ، وتتمتع بقاعدة صناعية متينة ، لديها خبرة طويلة في التعاون مع الدول الأوروبية والإفريقية وخاصة في الشق الذي يغطي الجانب المالي ، مشيرا إلى أن التعاون الثلاثي ( المغرب والصين وإفريقيا )، سيعود بالنفع على شعوب هذه البلدان والمناطق.

ويركز المشاركون في هذه التظاهرة على دراسة سبل تفعيل التكامل داخل القارة من حيث خلق القيم والفرص ، عبر تنظيم أربع جلسات عامة تهم مواضيعها “تسريع التكامل الإقليمي ،و زيادة خلق القيمة” ، “كيفية اعادة تموقع الشباب الأفريقي لخلق القيمة؟” ، و “دعم النساء الأفريقيات رائدات الأعمال “و” الأثر الإيجابي المحفز على النمو التضامني و المسؤول “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى