الرأي

الشمسي محمد يكتب كم أنت عصية أيتها الكأس الملعونة !!!

خسرنا معركة جديدة للظفر بتنظيم كأس عالمية في رياضة كرة القدم ، خسرناها صبيح يوم الأربعاء ، أمام منافسين ثلاثة أقلهم وزنا له تجربتان سابقتان في احتضانها ، أما الثاني فهي دولة من السبع الكبار اقتصاديا في العالم ، وثالثهم ليس كلبهم ، بل أمريكا دونالد ترامب ، الرجل الذي يعجن السياسة على مزاجه ، فيخلطها بالرياضة وبالدين وبالاقتصاد وبالوعيد ، كم نحن بؤساء وتعساء ونحن نجري جريا خلف كأس متمنعة متغنجة ، تقف لتغرينا فتجدبنا وتثيرنا وتتركنا نحلم ونحلم فوق طاقتنا ، ويوم الامتحان نرسب ونسقط ونفشل عن جدارة ، أن تنافس على تنظيم كأس في دورة ستضم 48 منتخبا ، فمن هنا تسلل أول “الفويت” ، استضافة دولة فقيرة تعول على المطر في خبزها اليوم لهذا العدد من المنتخبات أمر مستحيل .
سيحجون إلى المغرب بجماهيرهم ، يريدون شبكة من الطرق بمعايير عالمية ، يريدون فنادق مصنفة وغير مصنفة ، يريدون وسائل مواصلات عصرية مختلفة ومتوفرة ، يريدون ملاعب عالمية لا ينقصها تجهيز ، مع ملاحق ملاعب للتداريب ، يريدون شبكة ذات جودة عالية من الاتصال وتأمينه ، يريدون اقتصادا قويا يضمن رزنامة الشروط ، ويريدون بلدا آمنا يتجول فيه “أهل العرس” في سلام ، للأسف الشديد كل هذه المتطلبات يوفرها الملف الثلاثي و”يشيط” ، وكان قدرنا أن ننافس أمريكا التي تمنح أضعاف ميزانية المغرب كهبات ومنح ومساعدات ، دون الحديث عن قوة كندا وخلفهما المكسيك ، هم قدموا للعالم أوراق اعتماد جاهزة من الغد ، ونحن قدمنا القليل من الجاهز والكثير من الوعود لتحقيق النقائص ، هم حركوا سلاح قطع الدعم عن كل من سولت له نفسه التصويت لنا ، ونحن حركنا ” الطعيمة ” والأخوة و أواصر التاريخ والجغرافية ، هم ضغطوا بوسائل ضغطهم التي خرقت قانون الاتحاد الدولي حين صبوا السياسة فوق الرياضة فصنعوا خلطة ابتلعتها الفيفا دون مضغ ، ونحن جلسنا نحسب من صوت لنا ومن خذلنا ، تارة نهدد بالانسحاب من كأس العرب ، وتارة نلعن هذا وتارة نبحث عمن “نبردو فيه دمائنا الفائرة” ، ليس فارق الاصوات بالهين ، وهو يعكس الحجم الطبيعي للخصمين المتنافسين .
حتى لو صوت لنا ” أشقاؤنا العرب والعجم ” لن يغيروا أمرا كان من قبل مقضيا ، يلزمنا ضعف الاصوات التي اختارتنا ، بل يلزمنا كوكب آخر من الدول ، كي ترضى عنا هذه الكأس العصية العنيدة ، الشبيهة بعاهرة الحانات التي تبات في حضن من يدفع أكثر ، وتزدري كل متيم ولهان بجيب فارغ ، إن كان من ضحايا في يوم امتحان روسيا ، فالفيفا وقانونها سجدوا لقانون وخروقات “السمسار” ترامب ، فلا شفافية بعد الفاسد بلاتير ، “وما تبدل صاحبك عا مكرف” ، ورحم الله ” الفير بلاي ” هي عبارة على خرقة صفراء يحملها صغار أبرياء ، ثم خسرت الدول التي كان تصويتها ضد المغرب كرها ، وتصويت المكره لا يقع عند علماء الوهابية الذين آثروا دعم الفاتح ترامب ضد بني جلدتهم ، خسرت لأنها اختارت أن تزف الرياضة بروحها النظيفة قربانا للكاهن الاعظم القابع في معبد البيت الابيض ، أما المغرب فلم يخسر شيئا ، فمجرد منافسة الثلاثي العملاق فخر لنا ، لكنها صدمة ستعالجنا من خرف “التعوال على الماكيت” ، و “التعوال على من لا يملك قراره بيده ” ، ونعوض هزيمتنا يوم الاربعاء بانتصار على الملعب يوم الجمعة وبمرور للدور الثاني ، لنصفع الاصلع جيوفاني ، والهرم ترامب و” الإخوة في الخليج” وشكرا لمن صوت للمغرب ووثق فينا ، شكرا لكم شكرار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى