العثماني لتلاميذ البيضاء.. رسبت في الباكالوريا و سنتين بالجامعة

كشف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في لقاء مفتوح، أول أمس (السبت)، مع التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان الباكلوريا هذه السنة بالبيضاء، أنه رسب حينما كان تلميذا بالمستوى نفسه، إذ فاجأ الحضور عندما كان يخاطب التلاميذ الذين يخشون فشلهم في الامتحان قائلا “بالمناسبة لم أقل لكم إني كررت في الباكلوريا”، وأضاف بعدما تعالى صوت الضحك والتصفيق في القاعة، “لم أكن مركزا بشكل جيد في الدراسة، لأني كنت أنشط كذلك في العمل السياسي رغم أني كنت أؤمن بأهمية الدراسة، ولا أخفيكم أن النتيجة فاجأتني كما هو الأمر بالنسبة لأصدقائي وأسرتي”. وتابع العثماني حديثه إلى الحضور قائلا “كنا أنا والمرحوم عبد الله بها، هو نجح وأنا أعدت السنة، كما أخبركم أيضا أني كررت سنتين في كلية الطب، لكن ليس بسبب التهاون، بل جراء الاعتقال إضافة إلى موسم أعلن فيه عن سنة بيضاء”.
وأكد العثماني، الذي كان يتحدث في مؤتمر انطلاق النسخة السابعة من أيام أصوات التميز، التي تنظمها مجموعة مدارس “إلبيليا”، والتي امتدت بين الـ10 والـ11 مارس الجاري، أن العبرة من كشف سر رسوبه، كان بقصد القول إن السقوط في الامتحان ليس نهاية العالم، لأنه يمكن للشخص إعادة الكرة والنجاح وإكمال مسيرته، داعيا التلاميذ إلى الإصرار والعمل الجاد والتفاؤل، مشددا على أن الإنسان يجب أن يكون دائما متفائلا مهما كانت الصعوبات التي تعترض سبيله، مضيفا “أنا في حياتي دائما متفائل، حتى أن بعض أصدقائي يقولون لي إنك ترى الأشياء السوداء بيضاء”.
وتابع العثماني حديثه أمام مئات تلاميذ مستوى الباكلوريا، الذين قدموا من 75 ثانوية تأهيلية عمومية وخاصة بالبيضاء، والذين حلوا رفقة أولياء أمورهم وعدد كبير من الأساتذة والمديرين قائلا “أشكر الأمهات والآباء الذين رافقوا أبناءهم إلى هذا الموعد، وأناشدكم بمزيد من العمل والصبر”، قبل أن يستدرك “ولكن متفششوهمش، دعوهم يواجهون الحياة وراقبوهم من بعيد”.
وانتقد رئيس الحكومة، ظاهرة الغش في الامتحانات، إذ قال مخاطبا التلاميذ “ومتغشوش الله يخليكم”، مضيفا أصبحنا نسمع أن عددا كبيرا من المترشحين يلجؤون إلى الغش، موضحا أنه قد يمنح صاحبه نقطة في الامتحان لكنه يحطم شخصيته في نهاية المطاف.
ودعا العثماني التلاميذ إلى تعلم قيم الصدق والنزاهة، مبرزا أن الحقبة التي كان فيها تلميذا، لم تكن ثقافة الغش سائدة في أوساط المؤسسات، وأنه كان من الصعب ضبط شخص يغش، عكس اليوم، فالذي يخون هذه القيمة يعتقد أنه ذكي ومتميز على زملائه.