البيضاء..عرض فيلم “دموع الرمال” أو التجربة المؤلمة للذاكرة

كان عشاق الفن السباع ، ليلة الاثنين الماضي في الدار البيضاء ،على موعد مع العرض ما قبل الأول لفيلم “دموع الرمال” لمخرجه عزيز السالمي ،وهو أول فيلم يكشف ،من خلال قالب درامي تخيلي ،هروب الأسرى المغاربة من داخل معتقلات تندوف في التراب الجزائري ، حيث كانوا يتعرضون لمختلف أشكال الاساءة و التعذيب من قبل جلادي (البوليساريو).
و يحكي ” دموع الرمال ” ، الذي تم عرضه في المركب السينمائي ميغار راما ، بحضور فريق الفيلم ، على مدى ساعة و 47 دقيقة ، قصة هروب و عودة مجموعة من الرهائن المغاربة الذين تعرضوا للاختطاف و التعذيب و الإهانة في معتقل تندوف لأزيد من 25 سنة ، فيكتشفون بعد هروبهم من ذلك الجحيم واقعا اجتماعيا جديدا ومختلفا عن الصورة التي احتفظوا بها في ذاكرتهم .لكن المعاناة التي كابدوها في تندوف ستكون حاضرة بثقلها و باستمرار في كوابيسهم وهواجسهم ، خاصة عندما سيتلقون جلادهم السابق ، الذي اصبح شخصية مهمة ,وهو ما أحيى في جوارهم آلام جراحهم الغابرة .
و قد قام بتجسيد أدوار هذه القصة المأساوية المؤثرة، التي صورت أحداثها في الدار البيضاء وورزازات نخبة من النجوم المغاربة من بينهم محمد الشوبي و السعدية لاديب ،و عبد الله شكيري ، ومحمد قطيب ،وعادل أبا تراب ،و عزب العرب الكغاط ، ومحمد نظيف ،و نعيمة المشرقي ،و صلاح ديزان ، و حميد نجاح ،و فاطمة هراندي ( راوية ) و العديد من الوجوه الفنية الجديدة .
و قبيل عرض الفيلم ،استمتع الحضور للشهادات المثيرة و المؤلمة لحوالي عشرة مغاربة صحراويين كانوا محتجزين سابقا في مخيمات تندوف حول الظروف المعيشية اللاإنسانية ومغامرة هروبهم للعودة الى وطنهم الأم .
و ستشرع القاعات السينمائية الوطنية في عرض هذا الفيلم ابتداء من 7 مارس الجاري .
و يعد فيلم “دموع الرمال” ، الذي تم انتقائه أخيرا للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة المقبلة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ، ثاني عمل سينمائي طويل للمخرج عزيز السالمي بعد شريطه الاول ( حجاب الحب) الذي لقي نجاحا جماهيريا كبيرا عند عرضه سنة 2009.