شؤون محلية

البيضاء في 2017 .. بين طموح الريادة القارية وإكراهات التحول الشامل

عاشت مدينة الدار البيضاء، خلال سنة ( 2017 ) التي نودعها ، على ايقاع أوراش تنموية ضخمة تتماشى و الانتظارات الكبيرة المعبر عنها لتحقيق التغيير الشامل ، و التحول السيوسيو اجتماعي ،و رفع التحديات التي تتناسب مع تطلعات و طموحات القطب الرائد على الصعيد الافريقي.

و الواقع، أن 2017 كانت سنة مفصلية ، على درب تحقيق مخطط تنمية الدار البيضاء الكبرى، الذي تم إطلاقه سنة 2014 بغلاف مالي بلغ 34 مليار درهم، الا أن و لادته تعاني بشكل واضح من مخاض عسير. فبين مشاريع تتقدم وأخرى تعاني البطئ، دخل تحول الحاضرة الاقتصادية مرحلة الشك، وهو أمر طبيعي بالنسبة لورش من هذا الحجم ، وأيضا بالنظر لتعقد الإجراءات والترتيبات المالية.

و لمواجهة نفاد صبر الرأي العام والنخب، يبدو أن المسؤولين في المدينة ضخوا نفسا جديدا للاسراع بإنجاز المشاريع المهيكلة ، من خلال الرفع من وتيرة الاشغال في المسرح الكبير، الجوهرة المستقبلية للمنطقة التاريخية، وحديقة جامعة الدول العربية الشهيرة، اللمسة البيئية في محيط خرساني، وحديقة الحيوان بعين السبع ، و التي تشكل متنفسا للسكانة المحلية الباحثة عن مناطق الجذب الاسرية .

و الملاحط أن البيضاويين تعلموا ،من خلال تحويل ألمهم الى صبر، التعايش مع الفوضى والمحنة الناجمة عن الاوراش الضخمة (الجسور والأنفاق) التي، عند الانتهاء منها، ستساهم لا محالة في التخفيض أكثر فأكثر من حركة السير المزعجة ، وتوفير الراحة لمستعملي الطريق.

و يرتقب في غضون السنوات القليلة القادمة ، أن تصبح الاختناقات المرورية مجرد ذكرى سيئة، إذ في شتنبر الماضي، أبرمت شركة الدار البيضاء للنقل و الوكالة المستقلة للنقل بباريس للتنمية على مشروع طموح يتعلق باستغلال و صيانة شبكة النقل الحضري ، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من الدار البيضاء مدينة رائدة في مجال التنقل المستدام .

ويعتبر هذا العقد ( 784ر4 مليار درهم) ، الذي يتضمن تشغيل و استغلال و صيانة ثلاث خطوط جديدة للترامواي ،و خطين من الحافلات ذات مستوى عال من الخدمات ، أكثر مشاريع النقل الحضري طموحا على مستوى القارة الافريقية ، إذ في أفق سنة 2022 سيصل اجمالي شبكة النقل بالدار البيضاء إلى 76 كلم بالنسبة لخطوط الترام ،و 22 كلم بالنسبة للحافلات ذات المستوى العالي من الخدمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى