مجتمع

23 مارس 65..حين غرقت شوارع البيضاء في أحداث دامية

تشكل الذكرى ال 65 للأحداث الدامية التي شهدتها الحاضرة الكبرى بالمغرب يومي 7 و8 دجنبر 1952 تنديدا باغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد وتضامنا مع الشعب التونسي في مقاومته للاحتلال الأجنبي ، محطة تاريخية تحمل مقاصد وحدوية مغاربية .
ولذلك فإن هذه الذكرى ، التي يتم خلالها تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تعد مناسبة لاستحضار الروح الوحدوية السائدة بين الأقطار المغاربية، وللتشديد على أهمية بعث هذه الروح بهدف بناء الصرح المغاربي وتقوية دعائمه وإعلاء مكانة ساكنته بين الشعوب والأمم .
كما تعد هذه الذكرى، مناسبة للتوقف عند أهمية الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه المغرب للثورة الجزائرية في مواجهة الحملة العنيفة التي كانت تتعرض لها
واعتبارا لحجم هذه الانتفاضة، والأبعاد التي اتخذتها على المستويين الإقليمي والدولي، فقد شكلت بنظر العديد من المؤرخين ، منعطفا حقيقيا في تاريخ كفاح الشعوب المغاربية، والعمالية على الخصوص، إذ كانت المنطلق لبناء عمل نقابي وحدوي، جمع إرادة الشعوب ووحد تطلعاتها نحو وطن مغاربي بلا حدود.
وكانت انطلاقة هذه الهبة الجماهيرية مباشرة، بعد أن بلغ إلى ساكنة الدار البيضاء، بعد زوال يوم الجمعة 5 دجنبر 1952 ، نبأ اغتيال فرحات حشاد، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي نذر حياته للنضال في سبيل إرساء دعائم العدالة الاجتماعية، وتثبيت الحقوق النقابية والسياسية، وضمان ممارستها بالمنطقة المغاربية.
وبالمناسبة تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كل سنة، لقاءات وتجمعات ومهرجانات خطابية ، تبرز خلالها الوقوف الثابت لأسرة المقاومة وجيش التحرير وانخراطها التام في أجواء التعبئة الوطنية العامة من أجل الدفاع عن القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة.
ويشمل برنامج هاته السنة، زيارة مقبرة الشهداء ( وقفة ترحم على أرواح شهداء هذه الأحداث )، يليها مهرجان خطابي ، علاوة على تخليد أربعينية المقاوم الراحل سعيد بونعيلات بمشاركة شخصيات وازنة وطنية وأجنبية .
كما يشمل توزيع أوسمة ملكية سامية، وتكريم عدد من المقاومين ، فضلا عن تسليم أعانات مالية على مجموعة من المستفيدين في إطار التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي.
إن انتفاضة الدار البيضاء، تشكل عنوانا للآمال التي ظلت الشعوب المغاربية تتطلع إليها منذ عدة عقود بتحقيق الوحدة والتكامل، والتي ظلت مجرد مشروع يتأجل باستمرار جراء نزاعات هامشية مفتعلة، ومواقف مزاجية، وأطماع وهمية لفرض الهيمنة والتوسع في منطقة المغرب العربي الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى