سياسة

لهذا يعارض “البام” بالرباط و يهادن بالدار البيضاء

المآسي التي تسبب فيها شجار العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة بمجلس مدينة الرباط، والصورة القبيحة التي رسمها المواطنون على نوعية المستشارين الذين يسيرون شأنهم العام، كشف عن الوجه الحقيقي لممارسة السياسة بالمغرب ، والتي تحكمها موازين قوى عصية على الفهم ، ومتناقضة إلى حد التطرف ، والتي تجعل المواطن في حيرة كبيرة تقوده إلى لعن السياسة والسياسين، والدليل هو هذه العلاقة الملتبسة بين البام والبيجيدي ، ففي الرباط يخوض الحزبان حربا شرسة تأتي على الأخضر واليابس ، وعلى بعد 80 كلمتر فقط ينسج الحزبان علاقة مد وجزر ، صراع في مجلس الدار البيضاء سطات وهدنة بالمجلس الجماعي للدار البيضاء
ففي الوقت الذي يخوض فيه إخوان بنكيران معارضة شرسة للقيادي في البام الباكوري بمجلس الجهة ولايتركون صغيرة أو كبيرة دون الرد عليها ، فإن الأغلبية الجماعية بمجلس مدينة الدار البيضاء التي يقودها حزب العدالة والتنمية تنام في العسل مطمئنة إلى عدم وجود أي مصدر من مصادر الإزعاج أو التوتر، عكس التجربة الجماعية السابقة بقيادة الاتحاد الدستوري، حيث كانت المعارضة (رغم اختلافها وتباينها وخلفياتها وحركاتها) تستغل دورات المجلس ولجانه لإجراء حصص من” التبوريدة” على محمد ساجد الذي يلوذ بالصمت و”طول البال” في كثير من الأحيان.
فمنذ الدورات الأولى، عرفت المكتب المسير كيف يسيطر على مجريات الأمور ويفرغ المعارضة من دورها، بتكبيل المجلس بقانون داخلي يسمح فيه بالكلام والحديث ونقط النظام على المقاس، وتوزع فيه المداخلات بالدقيقة والثانية، ما وضع أحزاب المعارضة في حرج كبير، دون الحديث عن انتحال صفة “المعارضة” من طرف أعضاء من الحزب الحاكم الذين يمثلون دور المعارض والمنتقد لسحب البساط من تحت خصومهم، قبل أن يمروا إلى التصويت “بالأغلبية”.
وإضافة إلى هذا المعطى الموضوعي (أغلبية مطلقة للعدالة والتنمية وحلفائها بالمجلس)، تشكو المعارضة، باستثناء عضو في حزب الاستقلال، من ضعف وهزال كبير وافتقاد ملاحظ لأدوات المعارضة والنقد والمواجهة، ونقص كبير في المعطيات والمعلومات، وترهل في التحليل.
ففي جميع الدورات تقريبا، كانت المعارضة غائبة عن الحدث، خصوصا فريق الأصالة والمعاصرة الذي لم ينجح إلى حدود اليوم في بلورة رؤية لممارسة العمل الجماعي من موقع مختلف، ويظهر ذلك من خلال:
**غياب أعضاء الفريق عن أهم النقاشات في اللجان الدائمة، ولم يسجل أي إضافة نوعية تكون مصدر اهتمام لدى الصحافة والرأي العام المحلي.
**غياب الفريق عن الدورات الحاسمة، ومن يحضر يسجل حضورا رمزيا، رغم المجهودات التي يقوم بها بعض طاقاته الشابة، لكن يفتقرون إلى التجربة.
** ضعف المداخلات التي تكون في كثير من الأحيان عبارة عن انطباعات تفتقد إلى الأرقام والمعطيات والتحليل الذي من شأنه أن يحرج المكتب المسير.
**غياب المبادرة والتنسيق بين مكونات المجلس، ما يظهر من خلال التباين في المواقف وأحيانا التصويت بالرفض، أو الامتناع.
التساؤل الذي يفرض نفسه هل الصراع بين البيجيدي والبام صراع وجود أم صراع مصالح ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى