من الدار البيضاء..خبير سعودي يدعو إلى تبني رؤية متقدمة في مجال التخطيط للمدن عمرانيا

أكد الدكتور عبد العزيز أبو سليمان رئيس قسم العمارة وعلوم البناء بكلية العمارة والتخطيط التابعة لجامعة الملك سعود بالرياض (السعودية)، أمس الاثنين بالدار البيضاء، أن العديد من المدن بالعالم العربي هي في حاجة إلى إعادة النظر في هندستها المدنية من خلال العمل على تبني رؤية متقدمة في مجال التخطيط للمدن عمرانيا.

وأوضح الخبير السعودي، على هامش فعاليات الملتقى العربي الأول للتنمية العمرانية، المنظم من 28 الى 31 مارس الجاري بالدار البيضاء تحت شعار “نحو تخطيط وإدارة نمو عمراني متوازن”، أن الدول العربية خطت خطوات ايجابية في مجال تعمير المدن وتصميماتها ولكن بالنظر إلى الضغط السكاني المتسارع فقد طفت على السطح جملة من القضايا التي يجب معالجتها بشكل سريع ومنهجي وعلمي مدروس.

وفي هذا الشأن، استعرض السيد أبو سلمان، في مداخلته حول “رؤية متقدمة في مجال تخطيط المدن عمرانيا”، بعض الأساسيات في مجال التصميم العمراني للمدن مركزا من خلالها على مختلف العوامل التي بإمكانها المساعدة على إحداث تنمية مستدامة ومتوازنة في المجال الحضري.

وفي هذا الصدد، استحضر عينة من التصميمات العمرانية ذات الصيت العالمي والتي رأت النور وفق معايير عالية المستوى، خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية والصين وببعض بلدان الخليج العربي، معتبرا إياها نماذج بالإمكان الاقتداء بها في معالجة المشاكل العمرانية العالقة.

وقال إن المستقبل يتطلب من الإدارات رفع التحدي من خلال اعتمادها مخططات تمتد صلاحياتها من عشرة إلى عشرين سنة، وإعداد اطر ذات كفاءات عالية في المجال العمراني مع العمل على إحداث مناهج في الموضوع بمختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا وخلق دورات تدريبية إسهاما في الحصول على نخبة من الخبراء والمتخصصين في رسم هذه السياسات التنموية ووضعها رهن إشارة المسؤولين والجهات المختصة لتجد طريقها نحو التنفيذ.

وتأتي هذه المداخلة ضمن سلسلة من المحاور الكبرى لهذا الملتقى العربي في نسخته الأولى والتي تهم أساسا “الاستراتيجية الحديثة للتنمية العمرانية للمدن” و”آفاق تطوير البنى التنظيمية والوقوف على الاتجاهات المعاصرة في الإدارة المدنية ” و”التطور العالمي للتصميم الحضري” و”التعرف على التصميم العالمي لمجموعة من المدن” و”الاستفادة من المناهج الأجنبية.. إنشاء المدن الصناعية”.

كما يتضمن برنامج هذه الدورة، التي تنظمها جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومؤسسة بصائر المستقبل، ثلاث ورشات علمية تتمحور مواضيعها حول “معايير ومواد المباني الخضراء” و”التخطيط من أجل التنمية العمرانية واستدامتها”، ثم “أسس تطبيق تكنولوجيا المياه”