الاعلان الرسمي بالدار البيضاء عن افتتاح “فضاء بداية” لدعم المقاولات ذات البعد الاجتماعي

أعلن يوم أمس الاثنين بالدار البيضاء عن افتتاح مقر “فضاء بداية” كمبادرة تنموية يتوخى من ورائها “لو كونتوار دو لينوفاسيون ” دعم مشاريع مختلف المقاولات الناشئة ذات البعد الاجتماعي والتي تحترم من بين مبادئها الشروط الكفيلة بحماية البيئة.
وبذلك فقد فتح رسميا، ابتداء من الآن الى غاية 15 من شهر ابريل القادم، باب الترشيح امام كافة المقاولات المغربية الشابة الراغبة في الظفر بإمكانية المواكبة التقنية والدعم المالي الذي تقدمه “لو كونتوار دو لينوفاسيون ” بشراكة مع “مؤسسة دروسوس” حيث سيقع الاختيار برسم السنة الجارية على 6 مقاولات اجتماعية ذات مشاريع مبتكرة ، في أفق انتقاء اثنين منها خاصة في المجال التكنولوجي حتى تحظيان بعملية الاحتضان ابتداء من شهر ماي القادم وعلى مدى سنة كاملة.
وللاستفادة من الاحتضان من قبل “فضاء بداية” يشترط في المقاولات الناشئة من ضمن المعايير المحددة أن تكون قائمة الذات (أي متواجدة) أو في طور الانجاز على المستوى القانوني والمالي أو التجاري، وأن تكمن أهدافها في دعم المشاريع الاجتماعية ذات الأثر الإيجابي على المجال الايكولوجي، وأن تكون ابتكاراتها وابداعاتها تستجيب للرهانات المرسومة فضلا عن كونها ترتكز على نموذج اقتصادي مهيكل.
ومن خدمات هذا الفضاء ذات القيمة المضافة العالية لحاملي المشاريع: التتبع العيني لكل مشروع على حدة أخذا بعين الاعتبار مواطن القوة والضعف التي سيتم الكشف عليها، اخضاع أصحاب المشاريع لدورات تكوينية جماعية خاصة في مجال التدبير، تحديد خبير لمساعدة المشروع على بلوغ مرحلة النضج وذلك عبر المواكبة واقتسام التجارب والتحفيز المساهم في خلق نظام تكاملي بين المقاولات المعنية وباقي الفاعلين في القطاع وذلك عبر تنظيمها لتظاهرات منتظمة وخلق جسر للتواصل مع المؤسسات المالية واخيرا ايواء هذه المقاولات الناشئة في ظل فضاء للعمل المشترك كإطار ملائم لتبادل الافكار والتجارب والمعلومات وكذا للإبداع والابتكار.
وقد شكل حفل تدشين هذا الفضاء فرصة سانحة لعرض مجموعة من المشاريع والمبادرات الناجحة كما هو الشأن بالنسبة للمجموعة الجمعوية للمقاولات الاجتماعية التي تعنى بوضعية الاشخاص المعاقين، فضلا عن تجربة المقاولات الست التي تم اختيارها ضمن الدفعة الاولى للاستفادة من الدعم والمواكبة خلال الفترة الممتدة ما بين شهري نونبر 2015 ونونبر 2016 حيث تحدث حاملو المشاريع عن مجال اهتماماتهم وأبعادها التنموية.
وقد همت هذه المقاولات الناشئة كلا من شركة “ميد تورك” التي تقترح على المراكز الصحية خاصة بالوسط القروي جهازا متنقلا لتمكين المصابين بالقصور الكلوي من تصفية الدم وفقا لحاجياتهم الخاصة والظروف التي يعيشونها، وشركة “بيو بوست” التي تتعهد بمعالجة النفايات العضوية الصادرة عن الفنادق والمطاعم والحانات من أجل إعادة تدويرها واستعمالها من جديد وكذا لمحاربة الاعمال والمهن غير المهيكلة التي ترتبط بهذا القطاع.
أما “ستيب موبيل” كمكتب للدراسات فإنه يقترح على الشركات ذات الصناعات الملوثة بالدار البيضاء محطات خاصة لمعالجة المياه العادمة مما سيساعد على حماية البيئة وترسيخ روح المواطنة خاصة لدى المقاولات والصناعات الصغرى والمتوسطة، وفي الوقت ذاته ترغب شركة “كاش كاش كرين” وضع دراجات نارية ثلاثية الدفع تعمل بالكهرباء رهن اشارة فنادق ومطاعم مراكش لنقل السياح بفضل سائقين مؤهلين لهذه الخدمة السياحية.
وعرض أيضا مشروع لشركة “زين كاراج أكاديمي” هو عبارة عن مركز للتكوين المهني في مجال الميكانيك يستهدف بالأساس الاشخاص في وضعية صعبة مهنيا حيث سيعمل على مواكبتهم في ايجاد فرص للعمل بعد فترة من التكوين النظري والتطبيقي، ومن جهة اخرى هناك شركة “بونوم” التي يكمن هدفها في نسج علاقة بين المقاولات وباقي الفاعلين في الميدان الاجتماعي بهدف تقوية القدرات والمؤهلات وترسيخ مبادئ المسؤولية الاجتماعية لدى العاملين بالمقاولات.
ويذكر أن مؤسسة “لو كونتوار دو لينوفاسيون ” بادرت الى خلق “فضاء بداية” تماشيا مع الاهداف التي رسمتها منذ نشأتها سنة 2010 والتي تتوخى من ورائها المساهمة في تكريس عامل المهنية وتطوير مبادئ روح المقاولة ذات البعد الاجتماعي، وذلك عبر أربع محاور أساسية تتمثل في التحفيز والتقييم للمؤهلات التي تتوفر عليها المقاولات الاجتماعية والتمويل ثم الاحتضان.
وفي هذا السياق يحتضن “لو كونتوار دو لينوفاسيون ” ما يربو عن 150 مقاولة اجتماعية سواء بداخل او خارج فرنسا وذلك من خلال 12 من البرامج المراهن عليها في تطوير المقاولات الناشئة وتقوية انعكاساتها الايجابية حتى تنعم بأفضل الظروف التي تساعدها على النجاح في إخراج مشاريعها إلى حيز الوجود.
وتعتمد في تجسيد ذلك على شريكها “مؤسسة دروسوس” التي من مهامها المساهمة في تحسين ظروف حياة الأشخاص في وضعية صعبة بشكل فعال ومستدام مع العمل على حماية المجال الايكولوجي، ويتجلى ذلك من خلال تحسين الدخل والتقليص من المخاطر وتشجيع الولوج لقطاع العلم والمعرفة ودعم الانشطة الابداعية لدى الشباب الى جانب اهتمامها بالاندماج الاجتماعي والبيئة.
وعلى المستوى الجغرافي، تعطي هذه المؤسسة الاولوية على الصعيد الدولي الى منطقة الشرق الادنى والشرق الاوسط وشمال افريقيا،
حيث تنشط حاليا وبشكل كبير بكل من بلدان مصر والاردن وليبيا ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس.
وقد تخلل هذه التظاهرة الاقتصادية ورشة للرسم حاول من خلالها الفنان الشاب رضوان الخيي التعبير في لوحة فنية عن الارتباط الوثيق بين طبيعة الانشطة الاجتماعية في بعدها الانساني وتداعياتها ذات الاهتمام بالحقل الايكولوجي.