مجتمع

النقط السوداء بالدار البيضاء

الإجرام بسبب قلة رجال الأمن،كثرة الأزبال بسبب ضعف الشركات المعنية،عرقلة السير من طرف الشاحنات الكبيرة،انتشار الباعة المتجولين

لاحديث وسط ساكنة العاصمة اقتصادية إلا عن النقط السوداء التي أصبحت تؤرق بالهم في غياب أي تحرك من طرف الجهات المسؤولة على الشأن البيضاوي سواء من طرف السلطات المحلية أو المؤسسات المنتخبة،وإذا كان الجميع ينتظر تدخل الجهات العليا من أجل القيام بالواجب المهني لكل طرف من الأطراف المعنية نفغن الضرورة الملحة تقتضي تظافر جهود جميع المكونات من مؤسسات عمومية وسلطات محلية ومنتخبون وجمعيات المجتمع المدني للرقي بمدينة الدار البيضاء إلى مستوى العواصم العالمية.

في الشأن الأمني

\"\"

من خلال الظاهرة التي أثارت انتباه الجميع باستثناء أحد مسؤولي ولاية أمن الدار البيضاء،الذي خفف من حدة الأزمة واعتبرها(ظاهرة التشرميل)طيش الشباب،ليؤكد أمام وزير الداخلية ويستعرض أمامه السيوف والسكاكين وكل أدوات عمل الجناة وكأن الأمر طيش الشباب،في الوقت الذي كان يجب على هؤلاء الأشخاص استعراض نواقص الشأن الأمني بالدار البيضاء المتمثل في النقص الهائل لرجال الأمن بمختلف الرتب والدرجات وفي غياب الوسائل اللوجيستيكية لمواكبة التطورات الحاصلة في تنامي الجريمة،فعدد كبير من الدوائر الأمنية لاتتوفر على عدد مهم من المفتشين أو الضباط للسهر على السير العادي للدائرة،خاصة أوقات الدروة أي خلال الزيارات الرسمية أو إجراء مقابلات رياضية كبيرة،أو مناسبة من المناسبات الوطنية وغيرها،فلا يمكن لرجل أمن أن يجمع ما بين الديمومة وإحالة المتهمين على المحكمة وإنجاز الوثائق الإدارية ومراقبة ما يجري بترابه ومحيطه،الأمر الذي يستغله بعض الأشخاص المهتمين بالقطاع الأمني وارتكابهم جرائمهم لأنهم أصبحوا يعرفون أوقات فراغ رجال الأمن والظروف التي يشتغلون فيها،هذا بالنسبة للأمن العمومي،أما عمل الشرطة القضائية،فعليها انتظار الشكايات إما المحالة من طرف النيابة العامة،أو من طرف الأمن العمومي،وفترات القيام بجولات عادية خلال الديمومة،فحسب البعض منهم فإنه يستحيل عليهم القيام بكل الإجراءات الضرورية،بسبب عددهم القليل،هل البحث عن المجرمين أو الإستماع والتحقيق مع المعتقلين،ولايمكنهم بأية حال من الأحوال تغطية تراب المنطقة.

ونظن أنه مع عودة والي أمن الدار البيضاء إلى منصبه زوال يوم الإثنين الماضي بعد أن وقفت الإدارة على حقيقة الأمور أي بعد أن تبين لها بأنه غير مسؤول عن خطأ إداري سيما وأنه معروف برزانته وجديته في العمل،وأنه ليس من أولئك الذين يبحثون عن شئ ما،ولعل الإجتماع الذي عقده مع المسؤولين الأمنيين بالدار البيضاء لدراسة الإستراتيجية الجديدة بناءا على تعليمات المدير العام للأمن الوطني بوشعيب ارميل،وبناءا على وعود وزير الداخلية بتكثيف عدد رجال الأمن بتوظيف شباب جديد في سلك الأمن،أكد والي أمن الدار البيضاء عبد اللطيف مؤدب على ضرورة تجنيد كل الأطر الأمنية للمحافظة على الأمن العام للمدينة واستتبابه حفاظا على سلامة وممتلكات المواطنين.

النظافة

\"\"

معاناة الساكنة البيضاوية مازالت مستمرة مع انتشار الأزبال في مختلف جهات المدينة،وعلى الرغم من إعادة تفويت القطاع من جديد وبشكل مختلف عن التفويتات السابقة،فإن الشركتين اللتين فاوتا بالصفقة لازالتا لم تحققا النتائج المتوخاة منهما،فشركة سيتا التي لها تجربة في الدار البيضاء،فلا يهمها إلا الربح السريع على حساب المواطنين بتواطؤ مع بعض المنتخبين الذين يزورنهم خلال كل شهر،وانعدام لجن التتبع سواء من طرف المقاطعات أو من طرف الجماعة الحضرية للدار البيضاء،ولايعرف البيضاويون الإجراءات التي ستتخذها الجماعة في حق هذه الشركة التي لاتقوم بواجبها،وفي جولة سريعة لأهم النقط وسط الدار البيضاء سيعاين الجميع مدى المعاناة من انتشار الأزبال التي تتسبب في أمراض خطيرة..الشركة اللبنانية الثانية التي تكون قد قامت بدراسة كافية للدار البيضاء من حيث حاجياتها وأولوياتها والطرق الكفيلة لإخراجها من أزمة انتشار الأزبال،ثم على علم تام لأسباب فشل الشركات السابقة،ولعل فوزها بالصفقة دليل على أنها ستقدم الأفضل والأجود،وإلى حدود الآن لازالت حليمة على عادتها القديمة ولاشئ تغير بالنسبة للمناطق التي تكلفت بها وأنها لالاتوفر على أسطول جديد لإستخدامه والإشتغال به،فهي تعتمد على الوسائل التقليدية في مدينة تواقة إلى العالمية،يبقى في الأخير ضرورة تدخل السلطات المحلية وولاية الدار البيضاء من أجل الحفاظ على نظافة المدينة وذلك بردع المخالفين والمتلاعبين بمصالح المواطنين.

عرقلة السير

من المشاكل التي تعنيها الدار البيضاء عرقلة السير خاصة وسط المدينة،وذلك بسبب العدد الكبير للشاحنات الكبيرة المختصة في توزيع البضائع من مشروبات وقنينات الغاز وغير ذلك من المواد،هذه الشاحنات تزعج المواطنين الراجلين بشكل كبير،كما تزعج السيارات وأصحاب الدراجات النارية خاصة وأن هذه الشاحنات تحتل الطريق بشكل تعسفي وتقطع حركة السير والجولان،وآخرون يحتلون الصفوف الثانية للطريق مما يصعب على الراجل أو صاحب سيارة المرور من ذلك،ولاحق لأحد التدخل بدعوى أن الشركة الفلانية والأخرى لهما من المظلات التي تحميها من أي تدخل أمني الذي بإمكانه ردع المخالفين،والبيضاويون ينتظرون تطبيق القرار الذي اتخذه منتخبوا مدينة الدار البيضاء في الدورة الأخيرة للجماعة الحضرية،المتمثل في عدم دخول الشاحنات وسط المدينة إلا في الفترات الصباحية أو الليلية،وهذا ما سيرجع للمدينة هيبتها ورونقها.

الباعة المتجولون

في زيارة خفيفة لأهم الشوارع الكبرى سيلاحظ الزائر فوضى لامثيل لها بسبب احتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين،أما المناطق البعيدة عن وسط المدينة فحدث ولاحرج،ولاأدل على ذلك مايحدث بمقاطعة سيدي عثمان ومولاي رشيد وسيدي بليوط واللائحة طويلة جدا،السلطات المحلية تتدخل بين الفينة والأخرى وتقوم بحملات فيها نوع من الزبونية والمحسوبية،كما هو الشأن بالنسبة للحملات ضد المقاهي المحتلة للملك العمومي،الباعة المتجولون أصبحوا يحتلون أماكن التجار وبالقرب من الملحقات الإدارية مادام هذه الأهيرة لاتقوم بواجبها أمثال الملحقة الإدارية بنجدية وبوسمارة وكافة الملحقات الإدارية بالبرنوصي وسيدي مومن وهلم جرا،أما منطقة درب السلطان بؤرة الفساد الإداري بالنسبة لعمالة الفداء حيث انتشار الباعة بشكل مثير للإنتباهنهذا الإنتشار يدر أموالا ضخمة على الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف،ولنا عودة بتفصيل لهذا الموضوع والمتسببن فيه،هذه المنطقة التي لاتعرف نظاما محكما إلا بعد إقامة جلالة الملك في القصر بدرب الأحباس،أما منطقة الحي الحسني فتلك تدخل في قصص ألف ليلة وليلة.

لقد أصبح من المفروض على ولاية جهة الدار البيضاء تسطير برنامج أولوي لإعادة هيكلة هذا القطاع الذي يزخر بالعديد من المتعاطين له ذكورا وإناثا،وتخصيص أماكن لهم لممارسة أنشطتهم مع وضع شروط لازمة لكل الباعة.

\"\"

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى