لهذه الأسباب هاجم بنكيران وزيره التيقنوقراطي في التربية الوطنية
رئيس الحكومة منصة مجلس المستشارين “ليقطر الشمع” على وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار.
بنكيران والذي كان يسعى بشكل دائم لإظهار تماسك الفريق الحكومي وقوة التنسيق بين باقي الوزراء ورئاسة الحكومة، كسر هذه القاعدة، بتوجيه نقد صريح لوزير التربية عندما كشف أنه ضد فرنسة التعليم في المواد العلمية بالمستوى الثانوي، وأنه (رئيس الحكومة) وهو من يملك تقدير اتخاذ بعض القرارات، وأن جلالة الملك اختاره ليكون رئيس الحكومة ولم يختر رشيد بلمختار الذي يعرفه جلالته قبل بلمختار، على حد تعبير بنكيران.
رئيس الحكومة، وعوض إثارة هذه المواضيع داخل بيت الحكومة، وبعيدا عن أعين الكاميرات وأسماع المواطنين، وأمام المعارضة، اختار أسلوب العلنية لإظهار معارضته لطريقة تدبير وزير التربية الوطنية للقطاع، عندما أكد أنه نصح بلمختار بوقف التدريس باللغة الفرنسية، والتركيز على ما يرغب فيه المعلمون والأساتذة، لكن بلمختار “ماداهاش فيه”.
هذا المعطى الجديد، يؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد أن التصدع وصل إلى البيت الداخلي للحكومة، وأن رئيس الحكومة لم يعد لديه ما يخفيه عن المواطنين، وأنه بطريقة أخرى يتبرأ من بعض قرارات وزرائه التي تجلب مزيدا من المتاعب للحكومة في سنة انتخابية الخطأ فيها ممنوع.
بنكيران وعوض أن يمارس صلاحياته كرئيس للحكومة، وينبه وزير التربية الوطنية إلى تنافي سياسته مع توجهات الحكومة، اختار أسلوب الإحراج للوزير، وهو ما سيضعف الوزير أمام الحركة الاحتجاجية والهيئات النقابية، ويظهر رئيس الحكومة بمظهر المنافح عن قضايا الشغيلة التعليمية التي تشكل أكبر كتلة بالوظيفة العمومية.
ولعل خرجة بنكيران هاته، تعتبر مغازلة مبكرة لموظفي قطاع التربية الوطنية، خاصة بعد أن توجهت سهام النقد بكثرة إلى رشيد بلمختار في الآونة الأخيرة على خلفية عدة قضايا.
ما قام به بنكيران مع بلمختار لم يقم به مع وزير الصحة الحسين الوردي الذي يواجه غضب الطلبة الأطباء ووصل الأمر حد الشلل، والتهديد بسنة بيضاء، وهو ما يفسر أن بنكيران يحسب لشريكه في الحكومة (التقدم والاشتراكية) ألف حساب، خلافا لبلمختار الوزير التكنوقراطي الذي يمسك بملف التعليم.
