مجتمع
وداعا سيدي المهدي المنجرة… المغرب والعالم ينعي مفكرا اسثتنائيا

انتقل إلى عفو الله اليوم الجمعة بالرباط المفكر وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة. وعلم لدى مصادر مقربة من الفقيد أن المهديلمنجرة فارق الحياة ببيته بالرباط عن عمر يناهز 81 سنة وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.
وعانى المهدي المنجرة من جراحات مسار فكري طويل تميز بالالتصاق بقضـــايا الحريات وحقوق الإنسان ومواجهة بغي السلطة الحاكمة ليس في بلده المغرب فحسب وإنما عبر العالم… كيف لا وهو المفكر الذي ابتكر مفاهيم فكرية جديدة مثل ‘الاستعمار الجديد’ و’ الميغــا-امبريالية’ وسخر كتاباته لفضح جشع النيولبرالية-الامبريالية الجديدة المتوحشة والدفاع عن حق دول العالم الثالث في التنمية المستقلة وكتب عن نظام دولي منشود يقوم على العدالة والإنصاف والكرامة لـــكل الشعــوب والمجتمعات.
هذا المفكر وعالم المستقبليات الاستثنائي، ربما قد يجد سلوى في رؤية تنبؤاته تتحقق في الواقع العربي.إذا كان بشر بسيناريو ‘التغيير الجذري’ للأنظمة الحاكمة في العالم العربي واعتبر أن’ الانتفاضات الشعبية’ هي الحل الأخير لبناء مجتمعات عربية معاصرة تتوفر فيها المشاركة الشعبية وحقوق الإنسان منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي…
وازداد المفكر وعالم المستقبليات المهدي المنجرة ، الذي وافته المنية اليوم الجمعة بعد مصارعته المرض لسنوات ، في 1933 بالرباط، وتابع دراسته بالولايات المتحدة والتحق بجامعة كورنيل بنيويورك ما بين 1950 و1954 حيث حصل على شهادة الإجازة في العلوم السياسية، وانتقل إلى مدرسة لندن للاقتصاديات والعلوم السياسية التابعة لجامعة لندن ما بين 1954 و1957 ، حيث حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية، قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس كأول أستاذ محاضر مغربي بكلية الحقوق.
وشغل المهدي المنجرة بعد ذلك عدة مناصب علمية دولية منها مستشار أول في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة خلال الفترة ما بين 1958 و1959 ، وأستاذ محاضر وباحث بمركز الدراسات التابع لجامعة لندن (1970)، وشغل باليونسكو مناصب قيادية عديدة ما بين 1961 و1979، وشغل إلى جانب ذلك منصب منسق لمؤتمر التعاون التقني بين الدول الإفريقية (1979-1980)، وخبير خاص للأمم المتحدة للسنة الدولية للمعاقين (1980-1981)، ومستشار مدير مكتب العلاقات بين الحكومات للمعلوميات بروما (1981-1985)، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة استهلاك المخدرات.
وترأس المفكر الراحل الفدرالية العالمية للدراسات المستقبلية (1976-1981) ثم شغل عضوية لجنتها التنفيذية، وترأس الجمعية الدولية للمستقبليات “فوتوريبيل”، وشغل عضوية كل من نادي روما قبل أن يستقيل منه في 1988، والجمعية المغربية للمستقبليات، والمجلس التنفيذي للجمعية العالمية للتنمية (1985-1988)، وأكاديمية المملكة المغربية، والأكاديمية العالمية للفنون والعلوم، والأكاديمية الإفريقية للعلوم، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والآداب، والجمعية العالمية للمستقبل، والاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين، ومنتدى العالم الثالث، ونائب رئيس جمعية الصداقة بين المغرب واليابان.
ومن بين الجوائز والأوسمة التي حازها المفكر الراحل جائزة الأدب الفرنسي في جامعة كونيل (1953)، ووسام الاستقلال بالأردن (1960)، ووسام ضابط للفنون والآداب بفرنسا (1976)، والجائزة الفضية الكبرى للأكاديمية المعمارية بباريس (1984)، ووسام الشمس المشرقة باليابان (1986)، وجائزة السلام لسنة 1990 من معهد ألبرت إنشتاين الدولي.