الرأي

يا معالي رئيس الحكومة : نقص ساعة مع الحجر الصحي خطوة “عازايدة”

•محمد الشمسي

إن كان لقرار تمديد فترة الحجر الصحي بثلاثين يوما جديدة مبرر منطقي، بسبب تفشي الوباء وتمرده خلال الأسبوع الجاري، فإن قرار نقص ساعة لم يكن له منطق ولا ضرورة، إلا وضع أغلال إضافية على أعناق مواطنين شبعوا خوفا وفزعا واشتاقوا لأشعة الشمس، ولمورد رزقهم، ولقاء ذويهم، والمشي في الشارع، ونسي التلاميذ وجوه أساتذتهم مثلما ” نساو على الكتْبة وشدّة الستيلو” .
قد يقول قائل إن الحكومة نقصت ساعة بحلول شهر رمضان، حتى يلاءم التوقيت الجديد شعائر الصيام، من حيث أذان صلاة المغرب الذي يوافق موعد الفطور، و الخروج لصلاة العشاء وبعدها التراويح ، لكن مع الحجر الصحي والإغلاق الإجباري لجميع المحلات بداية السادسة مساء، ثم إغلاق المساجد حيث الأذان بلا صلاة، يصبح نقص ساعة خطوة “ناقصة”، لأنه باستحضار الظرفية التي تمر بها البلاد كان حري برئيس الحكومة أن “يدير بناقص من هاد النقص”.
في الحجر الصحي تتساوى الأوقات ويصبح اليوم مقسما إلى ليل ونهار، ولا قيمة للساعة في يوم تعيشه بلا هدف ولا التزام ولا حافز ، ولست حتى في عطلة ولا على مرض، عيون أبنائك تسألك عن المفر وأنت مثلهم يحرقك السؤال ولا من يجيبك، وحده محمد اليوبي يرفع الأدرينالين في دواخلك بإطلالته ، في الحجر الصحي لا فرق بين أن يرفع المؤذن أذان صلاة المغرب في السادسة أو السابعة أو الثامنة ليلا، وأذان العشاء في منتصف الليل، ففي النهاية سيؤدي المصلي صلاته في مسكنه وهو يلزم بيته، في الحجر الصحي لا أجير أو أجيرة عليها أن تعود من عملها لتدبير مائدة الفطور.
عندما نقص العثماني ساعته أساء للمغاربة وهم يتكيفون مع حجرهم الصحي “بزز”، ويجدون رتابته عسيرة على الهضم، ف”الخواطرخاسرة”، و”المورال طايح”، و”القفقافة شادة بنادم”، ويطلع علينا رئيس الحكومة لينقص ساعة في ساعة غير لائقة بالمطلق، كان عليه ألا ينقص ساعته ويبقي على توقيته الذي عذبنا وعذب صغارنا به تعذيبا، لأنهم يتمون نومهم في طريقهم إلى المدرسة، علما أنه لم يبن زيادة ساعته على دراسة أو على استفتاء، ولا حتى عن قناعة شخصية منه هو، فقط هو كعادته لا يترك محطة تمر إلا ويثبت أنه يصلح لأي مهنة أو منصب إلا رئيس الحكومة، وقبلها وزير الخارجية، فهو نقص ساعة على الورق ولا أعتقده نقصها هو من ساعته، هو فقط أدمن لعبة “نقص ساعة زيد ساعة”، مثل لعبة”هز البوطة حط البوطة”، فعلى الأقل يحس أنه “كيدير شي حاجة”، و سنبقى “ماحيلتنا لكورونا ما حيلتنا لساعة العثماني”، فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله …..”الحجر الصحي” بنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى