اختلالات في مشروع الهراويين و23 مليار في كف عفريت

مازال مشروع إعادة هيكلة حي “الهراويين الشمالية” وتعزيزه بمرافق للقرب الرياضي والاجتماعي والإدماج الحضري، حبرا على ورق، رغم مرور أزيد من ثمانية أشهر على إعطاء انطلاقه من قبل جلالة الملك المهتم، شخصيا، برفع العزلة عن هذا الحي الغارق في الهشاشة، ويواظب على استفسار المسؤولين عن أحوال سكانه، كلما حل بالبيضاء
وحسب جريدة الصباح، فقد خرج مستشارون بمقاطعات سيدي عثمان ومولاي رشيد وابن امسيك، في اجتماعات غير رسمية، عن صمتهم بخصوص هذا الملف، معبرين عن غضبهم من استمرار “جهات بعينها” في عرقلة مشروع ملكي رصد له مبلغ 23 مليار سنتيم، يجهل مصيرها إلى حد الآن، في وقت لم تشهد المنطقة أي حركة أو إشارة على بدء الأشغال، علما أن المشروع دشن من قبل الملك في بداية فبراير الماضي.
وقال المستشارون إنهم يواجهون، يوميا، غضب السكان بهذه المنطقة التي توجد على صفيح ساخن، بسبب كثافتها وخصوصيتها السوسيولوجية، وتراكم سنوات من التهميش والاحتقار والاستغلال السياسي والانتخابي والإداري لها.
ووجه المستشارون أصابع الاتهام إلى المؤسسات الآمرة بالصرف التي تتأخر، إلى حد الآن، في تعبئة هذه المبالغ من الشركاء والقطاعات الوزارية الملتزمة بالمشروع، مشككين في وجود حسابات سياسية وراء هذا التأخير غير المبرر، إذ قد يتزامن انطلاق هذا المشروع مع الاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة، ما قد يستغله بعض المترشحين في استمالة أصوات الناخبين عبر نسبة المرافق الجديدة إلى إنجازاته.
في علاقة الموضوع نفسه، أثار محمد امعايط، رئيس مقاطعة سيدي عثمان عن حزب العدالة والتنمية، تعثر الأشغال بمشروع الهراويين الذي أشرف عليه جلالة الملك، مشيرا، في ندوة صحافية على هامش انطلاق الأيام البيئية الأولى للمقاطعة، إلى أن مؤسسة العمران هي التي تكلفت بهذا المشروع الضخم الذي يضم عشرة مرافق للقرب الرياضي والاجتماعي والثقافي وملاعب معشوشبة وفتح طرف وإنارة عمومية واستكمال تجهيزات لرفع العزلة عن السكان وإدماجهم في النسيج الحضري للبيضاء.