منظر غريب ومريب يقابل اي مواطن بيضاوي رغب خلال اليومين الماضيين، في اداء الضريبة السنوية على السيارات، حيث سطوة مجموعة من الشباب على مدخل المراكز المخصصة للاستخلاص الضريبة، وفوضى عارمة تعرقل حركة السير، وتبرز غياب السلطات المحلية عن تنظيم وتأطير هذه العملية التي توفر للدولة ملايير السنتيمات.
فبمجرد وقوف المواطن الراغب في اداء هذه الضريبة، أمام مركز حي السدري على سبيل المثال، يحيط به مجموعة من الشباب مطالبين إياه وبإصرار متواصل بإعطائهم أوراق السيارة، وهم سيتكلفون بالبقية، مع تقديم هامش مادي لهم فوق ثمن الضريبة، قد يناهز خمسين درهما.
ولا يكتفي هؤلاء الشباب بالإلحاح لنيل مطلبهم، بل قد يمتد الأمر للسرقة والإبتزاز كما حدث مع مجموعة من المواطنين، الذين ضاعت منهم سومة الضريبة في لمح البصر، او الذين فقدوا أوراق سيارتهم مع شاب ذهب بدون رجوع.
كما ان الفوضى تمتد لداخل مركز اداء الضريبة، حيث الصراخ والخصومات هنا وهناك، والطوابير التي تمتد لعدة أمتار، ما يجعل من اداء هذه الضريبة امتحانا عسيرا خصوصا خلال اخر ايام هذا الشهر، ما يدفع للتساؤل عن المجهودات التي تقوم بها السلطات المختصة لتنظيم هذه العملية، التي تذر على الخزينة ملايير الدراهم سنويا، وايضاً قلة مراكز الآداء بالعاصمة الإقتصادية، التي يقطنها اكثر من خمسة ملايين نسمة.