الرأي

الأشجار المقلوعة والزيوت المسمومة قدر مكناسة المعطوبة

▪︎على هامش المعرض الدولي للفلاحة

•إذا الشجرة الموؤودة سئلت لأي سبب اقتلعت…

•شجرة الزيتون: الفرص والتهديدات
•الأشجار المقلوعة والزيوت المسمومة قدر مكناسة المعطوبة

بقلم : د. أحمد حضراني

تعد أشجار الزيتون من الأشجار المعمرة. وتعتبر شجرة الزيتون أ ول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، ونبتت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة. وأقدم شجرة زيتون تم زراعتها قبل حوالي 2000 سنة في اليونان، بل توصل فريق بحث دولي إلى اكتشاف أن أول استعمال لثمار وخشب الزيتون من قبل الإنسان خلال الفترة الجليدية الأخيرة يرجع إلى 100 ألف عام بمغارتي ” لمناصرة” والهرهورة 2″ نواحي العاصمة الرباط. وانتشرت زراعة الزيتون في جميع البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
– تقدر أعداد أشجار الزيتون الموجودة فوق سطح الأرض بحوالي 800 مليون شجرة، تنتمي إلى 400 صنف مختلف من أشجار الزيتون المزروعة في أنحاء العالم.
– شجرة الزيتون هي شجرة مثمرة، ثمارها صالحة للأكل، والتي تُعتبر من أهم الأغذية خاصة في البلاد العربيّة، إذ يتصدر ثمر الزيتون وجبة الإفطار، ويمد الجسم بالفوائد الكثيرة، ويُستخرج من ثمر الزيتون الزيت.
– شجرة الزيتون هي صديقة للبيئة دائمة الخضرة، تزهر أوراقها أواخر فصل الربيع، وتنتج مجموعات كبيرة من الزهور صغيرة الحجم بيضاء اللون، حيث تمد الجالس تحتها بالهواء المنعش البارد الغني بالأكسجين، وتنقي الجو من الغبار والأوساخ.
و يقاوم خشبها التلف والتآكل، وعند حرقه يعطي حرارة تزيد بمقدار 2.5 ضعف حرارة حرق الأخشاب الأخرى.
و تُستخدم أوراقها في الوصفات الطبيّة العلاجيّة، وأما أغصانها فتُستعمل في تنظيف الأسنان كالسواك.
أولا: شجرة الزيتون :التقديس و رمز السلام
حظيت شجرة الزيتون بالاهتمام إلى حد التقديس من طرف الأديان ، كشجرة مباركة ،واعتبر الساسة غصنها رمزا للسلام ،و هو ما دونه الموروث الثقافي.
1: شجرة الزيتون في الدين والسياسة
حظيت شجرة الزيتون بأغصانها وتمرثها وزيوتها بالاهتمام والرعاية ،وعبر العصور، من لدن الانسان العادي والمثقف والفنان ، ورجل السياسة ، بل حتى الديانات السماوية.
أ‌- شجرة الزيتون والديانات السماوية
بالنظر لأهمية شجرة الزيتون ومكانتها ونجاعتها، فقد حظيت بالذكر في القرآن الكريم، واعتبرت كشجرة مباركة “مقدسة” : “الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم” (سورة النور – آية 35 )،بل اقسم الله بالزيتون: ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ”( سورة التين – آية 1 ) وعن قيمته الغذائية واعتماد الحكامة في حصاده ، جاء في سورة الأنعام ( آية 141) :”وهو الذي انشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره اذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” .
و لقد تمت بيعة الرضوان تحت شجرة بأرض الحديبية: “لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة” سورة الفتح الآية 18.
وجعل المسيحيون شجرة الزيتون رمزاً للدين والآلام، لأن السيد المسيح عيسى تألم على جبل الزيتون. و يكرر الإنجيل ذكر زيت الزيتون في 140 موضعاً. و كان زيت الزيتون يستعمل في مراسيم تتويج ملوك اليهود القدماء.
واعتبر غصن الزيتون رمزا للسلام، ذلك أنه بعد هدوء فيضان مياه الطوفان أرسل النبي نوح الطيور ليفتشوا عن مكان ظهور اليابسة ،فكانت الطيور تغادر السفينة عدة مرات ،وتعود دون جدوى وفي النهاية أتت الحمامة ،وهي تحمل بفمها غصن زيتون ،فعلم أن الطوفان قد انتهى وأن باستطاعته أن يعود بسفينته الى الأرض ( فائز الحيدر: شجـرة الزيتـون شجرة الزيتون والسياسة.
ترمز شجرة الزيتون ،حسب الميثولوجيا اليونانيّة ، للحكمة وحسن التدبير منذ القديم، و تحكي الأسطورة أنّ -أثينا- كسبت الرهان في صراعها مع الإله المتعجرف “بوسيدون” ، الذي زمجر وأرعد، ثمّ رمى عصاه فأثمرت بحيرة مالحة أجاج. أمّا -أثينا-، وبفضل رجاحة عقلها وحكمتها، فقد وهبت لشعبها شجرة زيتون وارفة الظلال.
و هكذا استأثرت شجرة الزيتون باهتمام السياسيين، و تم توظيف غصنها كرمز للسلام،. فقد جاء في خطاب الراحل ” ياسر عرفات” بالأمم المتحدة في 13نونبر 1974: “لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون ،مع بندقية ثائر ، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي” .بل تعددت ذلك إلى الوظائف الاقتصادية والحضارية ، وهذا ما اختزله خطاب الملك الراحل ” الحسن الثاني” بمناسبة افتتاح السنة التشريعية 1986-1987 في 10 أكتوبر 1986 :” لا أريد هنا أن أعدد الأسباب التي جعلتنا لم ننتبه إلى هذا، المهم عندنا هو أن المغرب هو الذي تباع زيته ـ زيت الزيتون ـ بثمن يضرب الرقم القياسي في العالم والحالة أن تلك الشجرة المباركة ليست شرقية ولا غربية، تلك الزيتونة المذكورة في القرآن هي من النباتات التي تدل على الحضارة، تلك الزيتونة لا تطلب من الشيء الكثير كلما قل الماء امتاز زيتها، لا تتطلب تربة مهيأة ولا تتطلب مناخا خاصا، بل هي شجرة تضيء، و فعلا تضيء، المساجد كانت تضاء بها وتغذي وتصلح للحطب، ولا تتطلب الكثير من الماء، ولا تتيه علينا لنختار لها من التراب أو من التربة ما يليق لها”. واختزل المثل الشعبي التونسي قيمة الزيتونة لدى أهل جربة. فمن شدّة تعلّقهم بها ، قال فيها الأجداد “الجنان جنون، الفلاحة راحة والغنى زيتون.
2- شجرة الزيتون في الآداب والفن
لا يخفى على أحد توظيف الشاعر “محمود درويش ” لشجرة الزيتون كرمز للصمود:
لو يذكر الزيتون غارسهُ
لصار الزيت دمعا!
سنظل في الزيتون خضرته،
وحول الأرض درعا!
و جادت قريحته في قصيدة “ههنا الآنَ”:
وَلَنَا نصف حَيَاةٍ
وَلَنَا نصف مَمَاتٍ
وَمَشَاريع خلود… وَهَويَّه
وَطَنيّونَ، كَمَا الزَّيتون.
و إذ يتغنى الصغار بشجرة الزيتون
Comme l’arbre qui porte des olives
Je m’appelle Olivier
Et je chante tout le temps
Parce que je suis heureux
و إذ يصعب أن تجد أحدا لم تطربه أغنية ” على دلعونا وعلى دلعونا.. بارك يارب شجرة الزيتونا ” ، فقد اعتبرت شجرة الزيتون مزارا للتبرك وا
لشفاعة (المزاوكة) لتواجدها جوار أضرحة الأولياء. وهذا ما يستشف من أغنية الشيخة ” حويدة الغياثية العبدية “(المعروفة بخربوشة) ،مسترحمة، حسب بعض الروايات) القائد “عيسى بن عمر بشفاعة بعض الأولياء الصالحين ، قائلة :”نسألك بالمعاشي سيدي سعيد مول الزيتونة…” ، وبالتالي فإن تعرض هاته الأشجار لعبث القطع ينزفها دما كما تحكي الحكايات .وحسب تفسير حلم رؤية شجرة الزيتون في المنام لابن سيرين فإن من كان يرى أصل الشجرة من داخلها أو يظهر جذعها الكبير فإنها تدل على الأصول له مثل أمه وأبيه أو جده وجدته، فإن كان يفعل الخير في أصل الشجرة فإنه يكون له الخير في ذلك، وإن كان يفعل السوء فقد يصيب شيئا غير مرغوب.
ثانيا: شجرة الزيتون: الوظائف المتعددة والمخاطر
رغم ما توفره شجرة الزيتون من وظائف وفوائض،كعامل قوة إنتاجية، وما تخلقه من فرص الشغل وما تذره من دخل ، لكن ذلك لم يحل وتسجيل تهديدات.
1- شجرة الزيتون والخير العميم
تلعب أشجار الزيتون أدورا متعددة، خاصة في مجالات مكافحة التعرية وانجراف التربة، وغرس الأراضي الفلاحية، واستقرار الساكنة في المناطق القروية، والتكيف مع التغيرات المناخية. كما تعتبر أيضا مصدرا مهما للتشغيل، بتوفيرها لأزيد من51 مليون يوم عمل في السنة.
و يتصدر الزيتون باقي أصناف الأشجار المغروسة في المغرب، حيث يمثل 65 % من المساحة المخصصة لغرس الأشجار المثمرة ،ورغم تواجده في 10 جهات بالمملكة، إلا أن جهتي فاس-مكناس ومراكش-آسفي تضمان لوحدهما 54 % من المساحات المغروسة من هذا النوع من الأشجار. و عرف إنتاج الزيتون بهاته الجهة تطورا كبيرا منذ سنة 2008. فقد ارتفعت مساحاتها المسقية من 680 29 هكتار سنة 2008 إلى 000 48 هكتار سنة 2019. وارتفعت الطاقة الانتاجية لمعاصر الزيتون إلى 1,29 مليون طن في 2019، بينما لم تكن تتجاوز 1,03 مليون طن في 2008 ، كما تمكن أشجار الزيتون من تلبية 19 % من الحاجيات الإجمالية من الزيوت الغذائية للبلاد. بل يتم تسويقها للسوق الخارجي . وقد سجلت صادرات زيت الزيتون ارتفاعا من 000 17 طن إلى 000 31 طن خلال الفترة المتراوحة ما بين 2015 و2019.
و لقد اطلع الملك محمد السادس في أكتوبر 2011 بالجماعة القروية -بني سيدل لوطا – بإقليم الناظور، على مشاريع فلاحية لتنمية سلسلتي الزيتون والحبوب، باستثمارات مالية إجمالية ،ناهزت 186 مليون درهم، رصدت ضمنها اعتمادات مالية بقيمة 143,2 مليون درهم لإنجاز برنامج تنمية سلسلة الزيتون بالجهة الشرقية. وبلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج، الذي هم ست (6)جماعات قروية بأقاليم بركان والناظور والدريوش، 3600 فلاح. وبالرغم من هذا المردود والرهان على هاته الشجرة إلا أن قدرها كشجرة وكمنتوج لم يخل من جشع وعبث البشر.
2- قدر مكناس المشؤوم : بلاء الزيوت المسمومة و مصاب قطع أشجار الزيتون
إذا كانت جهة فاس-مكناس رائدة في إنتاج الزيتون. وإذ نظمت مدينة فاس مهرجانا، تحت شعار “الزيتون في القلب” سنة 2022 ،فإن مدينة مكناس تنظم سنويا معرضا للفلاحة. ولكن المفارقة أن هاته المدينة عاشت أحداثا درامية ذات الصلة بشجرة الزيتون التي عبثت بها أيدي العابثين،وضحايا الزيوت المسمومة الناجمة عن جشع الجاشعين. فماذا عن هاته الأخيرة بداية.
أ‌- حادثة الزيوت المسمومة : في الوقت الذي كانت فيه مدينة مكناس تعيش أجواء عيد المولد النبوي، وتستعد لاستقبال محمد الخامس (صيف 1959) ، بدأت تتقاطر على مستشفى محمد الخامس أعداد متزايدة من الأشخاص الحاملين لأعراض متشابهة وغريبة(ارتفاع درجة الحرارة، القيء ،آلام في المفاصل وصعوبة الحركة…) بلغ عددهم في 5نونبر 1959 حوالي 9760 مصاب . وتعبأت الأطقم الطبية والسلطات لفك طلاسم هذا المرض الغريب، بالإقرار بداية أن الأمر يتعلق بتسمم . وعاينت إحدى اللجان في دكان لبيع المواد الغذائية قنينة زيت زجاجية لونها قاتم ، وأفرزت التحاليل المخبرية أن الزيت كان مسموما ،حيث كان أحد المتورطين يقوم بخلط زيت الزيتون بزيت المائدة وزيت خاص بتشحيم وتنظيف محركات الطائرات. وخلفت الزيوت المسمومة ضحايا. واعتبرت كارثة وطنية .
ب-اقتلاع أشجار الزيتون بكلية الحقوق بمكناس : إذا الشجرة الموؤودة سئلت لأي سبب اقتلعت.
في الوقت الذي احتفت به وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية، بمشروع مواطن سعودي قام بزراعة مليون شجرة زيتون في منطقة الجوف (شمال السعودية) واستطاع إنتاج 200 ألف لتر من زيت الزيتون الموثق في هيئة الغذاء والدواء، فقد أقدم
عميد كلية الحقوق بمكناس، ويا لهول المفارقة، على قطع واجتثات أكثر من 20 شجرة زيتونة مباركة، ودك أرضها، في تواطؤ تام مع رئيس الجامعة ، و مديرية الأملاك العمومية بمكناس ، وحولها إلى مرأب للسيارات. وكان من الأولى أن يكون هذا المرأب ،الذي لم يكن حاجة ملحاحة، تحت أرضي، لتظل الأشجار تفوح بأوراق الزيتون العطرة، و التي هي هوية وعلامة ترابية لمدينة مكناس . و قد برر السيد العميد قطع الأشجار، بأنها غير مثمرة ، وأن بعض الأشجار السامقة مع طول عمرها وقوة الرياح أصبحت تشكل خطرا على حياة الطلبة والأساتذة والمرتفقين، مما دفع هذه المؤسسة إلى مراسلة الجهات المختصة والحصول على ترخيص من مديرية الأملاك المخزنية بمكناس. وقد تم بيع حاصلها عن طريق المزاد العلني بحضور لجنة مشتركة خاصة، وعاد حاصلها إلى المديرية الإقليمية للأملاك المخزنية بمكناس. وهاته التبريرات واهية ،تثير الشفقة،ومردود عليها .
– فما الجدوى أن تكون أشجار الزيتون مثمرة أو غير مثمرة . هل هي في ملكية خاصة؟ ثم أن الشجرة معروفة باستبدال أوراقها والحفاظ على جذورها. لكن الجشع يقضي على البلاد والعباد.
– الادعاء بأن الأشجار المقتطعة هي سامقة . فلا زالت هناك أشجار مماثلة قائمة قي أماكن أخرى بالكلية، وهي ليست بالسامقة، وحتى إن كانت كذلك ، فهي تشكل فائض قيمة بيئية : فالأشجار ذات الظل الظليل ، تعبر عن الشموخ وتجدد الحياة (أو لم تقل مهندسة معمارية بفرنسا في القرن التاسع عشر:” إن تلك الشجرة هي أستاذي”، أو كما جادت بذلك قريحة الشاعرة التايوانية -سان ماو – :” لو كانت هناك حياةٌ أخرى، لوددتُ أن أكون شجرة
أقف إلى الأبد، بهيئةٍ غيرِ حزينة ولا مبتهجة
نصفي ساكنٌ في التربة
والآخرُ يتطايرُ في الرياح
نصفي ينثر ظلًّا رطبًا
والآخر يستحمُّ في ضوءِ شمس
غايةٌ في السكون، غايةٌ في الفخر
لا أتّكئ على أحدٍ أبدًا
ولا أسعى وراء شيءٍ قَط .
– التذرع بقطع الأشجار نظرا لكونها معمرة “مع طول عمرها ” . و الحقيقة أن هذا العمر لم يتجاوز 30 سنة( شرع في بناء الكلية سنة 1992)، بينما تعيش شجرة الزيتون ، كمتوسط ، ما بين 300-600 سنة. فالتبرير المستدل به مهزوز.
– الادعاء بأن تلك الأشجار أصبحت تشكل خطرا على حياة الطلبة والأساتذة والمرتفقين بسبب قوة الرياح . وهذا مضحك لأن أقل شيء يمكن أن يفكر فيه العميد هو الطالب. فمساحة الأشجار المقطوعة التي تحولت إلى مربض إضافي بالزفت، توجد أمام الإدارة ، وفي يمين الباب الرئيسي هو مخصص فقط للاداريين والأساتذة، وليس للطلبة والطالبات . وإذ أن الباب الرئيسي تعرض بدوره للهدم العبتي ،فلكي يتحول إلى باب حديدي بالحواجز، يخيل معها أنك داخل إلى إدارة سيادية، ولو كان هناك هاجس وانشغال بالطلبة لتم اقتلاع الحواجز الحديدية بين المدرجات والأقسام مع بعضها البعض ومع الإدارة لعزل الطلبة ،وكأننا أمام جدار للعزل العنصري . فضلا عن الكاميرات والحراس .
و إذ تكون مديرية الأملاك المخزنية بمكناس متواطئة أو خضعت للضغط من أجل الاشراف على قطع الأشجار باعتبارها القيمة على أملاك الدولة، وتهتم بيبع
الأملاك المنقولة المشكلة من المتلاشيات والحطام البري والبحري، والمحجوزات … فكان عليها أن تجتهد من أجل تصفية الوضعية القانونية للأرض التي تحتضن مباني ومرافق الكلية. فكيف لمؤسسة جاوزت 30 سنة من إنشائها، و لم تسو الوضعية القانونية للأرض المحتوية لساحاتها ومبانيها وأغراسها . ولا تبقى بالتالي تابعة للملك الخاص للدولة أو تابعة للأوقاف، واذا كان العميد قد أجهد النفس وناضل في التفنن في التجهيزات والهدم وإعادة البناء .فليكشف عن المجهود الذي بذله بمعية رئيسه من أجل تتبع مشروع نزع ملكية (2000) العقار التابع لإدارة الأحباس لفائدة إدارة الأملاك لتشييد كلية الحقوق. وبالتالي فإن إهمال الأصل (تسوية الوضعية القانونية للعقار ) قد تطرح سؤال تطبيق مقتضيات المادة 44 من الظهير الشريف رقم 1.09.236 المتعلق بمدونة الأوقاف (الصادر في 23 فبراير 2010 ): “إذا أقام الموقوف عليه أو الغير بناءات أو منشآت أو أغراسا من ماله في العقار الموقوف دون ترخيص مسبق من إدارة الأوقاف، فإن لهذه الأخيرة إما الاحتفاظ بها وقفا أو إلزامه بإزالتها على نفقته وإعادة حالة العقار إلى ما كانت “.و هو ما أكدته المادة 15 من القانون رقم 39.08 المتعلق بمدونة الحقوق العينية التي نصت على أن ملكية الأرض تشمل ما فوقها وما تحتها إلى الحد المفيد في التمتع بها إلا إذا نص القانون أو الاتفاق على ما يخالف ذلك. وحسب المادة 16 من ذات المدونة فإن مالك العقار يملك كل ملحقاته وما يدره من ثمار أو منتجات وما يضم إليه أو يدمج فيه بالالتصاق.
على سبيل الختم
بالنظر لأهمية شجرة الزيتون ومكانتها و وظائفها الغذائية والبيئية والطبية والثقافية، وغيرها من الخصائص والوظائف المذكورة سلفا …، ومن أجل حماية هاته الشجرة المباركة فقد قرّر المؤتمرُ العام لليونسكو، في دورته الأربعين المنعقدة عام 2019، إعلان يوم 26 نونبر من كل سنة يوماً عالمياً لشجرة الزيتون . هاته الأخيرة تحمل أسم إحدى المدن المغربية . فمدينة أزمور، كلفظ أمازيغي، يطلق على شجرة الزيتون البري، وهو المعروف أيضا باسم –الزَّبُّوج- . وإذا كانت تونس تعرف بجامع الزيتون فإن من تسلط على تسيير الشأن الجامعي بمكناس لم يغمض له جفن وهو يقتلع أشجار الزيتون. إذا الشجرة الموؤودة سئلت لأي سبب اقتلعت)…
. وهذا يشكل تهديدا لهاته الشجرة بالخصوص ، ومخاطر على الغابة ككل. وقد دق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئـي، فـي الفتـرة المتراوحة بيـن 5 و29 أبريـل 2022 ناقوس الخطر في هذا الشأن، من خلال منصتـه الرقميـة “أشـارك” في شكل استشـارة حـول موضـوع تنميـة المناطـق الجبليـة . منبها إلــى الاستغلال المفــرط الــذي تتعـرض لـه بعـض المـوارد بالمناطـق الجبليـة مـن قبيـل الغابـات (44 %).
و إذا كان المعرض الدولي لهاته السنة لم ينتصر لشجرة الزيتون، ولو كشعار، فإن هاته الشجرة تصرخ الحماية الجنائية .
هوامش
– مديحة صبيوي:كارثة الزيوت المسمومة بالمغرب 1959-1960 ط1 سلسلة الزمن الراهن، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط 2014 ص48 وما يليها
-الظهير الشريف رقم 1.09.236 المتعلق بمدونة الأوقاف في 23 فبراير 2010
-القانون رقم 39.08 المتعلق بمدونة الحقوق العينية.
-التقـريـر السنـوي 2021 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئـي
– الحائط الفيسبوكي لمحمد النايح
– خالد آيت ناصر: اكتشاف أول استعمال للزيتون يرجع إلى 100 ألف عام بمغارة لمناصرة نواحي مدينة الرباط :
https://www.aljazeera.net/science/2022/4/18
-بتول الدغيم :شجرة الزيتون : الموقع الالكتروني mawdoo3.com. https://www.eqrae.com
-للتاريخ اقلام وللمناطق أعلام و لعيسى بن عمر مع خربوشة الزيدية أنغام وكلام https://www.khbarb
-فائز الحيدر:شجـرة الزيتـون : http://al-nnas.com/ARTICLE/FalHaydar
-عماد بن صالح : شجرة الزيتون في مدونة الأمثال الشعبية::https://folkculturebh.org/ar
https://www.prc.ps/wp-content/
-http://www.alshamelmag.com/olive-tree-picking-dream.htm
https://www.agriculture.gov.ma/ar/filieres-regions/olivier-fm
https://www.agriculture.gov.ma/ar/actualites
https://www.alarabiya.net/saudi-to
https://anfaspress.com
https://www.unesco.org/ar/days/world
https://ar.wikipedia.org/wiki

الرئيسية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى