الرأي

“القايد الخلفي و الويل للمقاطعين “

ما أحلى “لعبة شعب المداويخ” ، كانت الفكرة بسيطة ، انطلقت بالضغط على زر مع مشاركة ثم نشر ، وتحولت اللعبة إلى حقيقة ، وأنتج “المداويخ ” منتوجا دوخوا به “أهل العقل” والديبلومات العالية ، والثقافات الإفرنجية ، أجاب الوزير الداودي بغضب على سؤال نائب برلماني اتهم الحكومة بسب فئة من الشعب ، فقال له الداودي بلغة المتيقن ، لا تخلط تصريح وزير بموقف الحكومة ، وأشار بيده الى “أخيه في الحزب والحكومة ” ، هاهو الناطق الرسمي ، هل قال شيئا في حق شعب المقاطعين ، لكن سرعان ما شحذ الخلفي لسانه ، وخرج على الشعب بلسان أطول من لسان “مكتشف المداويخ ” ، الخلفي وقف وقفة العقيد معمر القدافي في آخر أيامه ، وشرع في تذكير الشعب بنصوص قانونية ، وبعقوبات ، قد تجعل من مقاطعتهم جريمة ، وبلغة التهديد والتحذير والوعيد ، تحدث الخلفي الى أهل نعمته ممن أوصلوه إلى ما هو عليه ، ولولاهم لكان نسيا منسيا ، وروى فيما روى أن هناك قانونا خاصا ينتظر “الفئة الضالة” التي كل جريرتها أنها حرة في اقتناء ما تريد وعدم اقتناء ما لا تريد ، لأن “فلوسها هادوك تشري بيهم اللي بغات ” ، وعلى شاكلة “قايد ديال شحاااال هادي” عاد الخلفي للترهيب بالحبس ، وربط مقاطعة ثلاث منتوجات بسمعة الوطن ، ورهن اقتصاد الوطن بالثلاث منتوجات ، ولم ينقصه سوى التلويح بأصبعه متوعدا “قطعان المقاطعين ” .

تشابه البقر على زيد وعمر ، وتشابهت عليهما أدوار الوزراء ، هل هذا وزير ناطق باسم الحكومة ، أم وزير ناطق باسم الشركات المتضررة من المقاطعة ؟ ، فأما عن تحقيق المغرب للاكتفاء الذاتي في مادة الحليب ، فتجدر الإشارة معالي الوزير ، أنك لا أنت ولا حكومتك من حقق هذا الإنجاز ، فالفضل يرجع إلى “الخبز وأتاي” الذين استبدل بهما المغاربة غلاء حليبكم ، وأما عن التباكي عن مستقبل  120 ألف فلاح ، فلم لا تقوم حكومتك بتوجيه هؤلاء الفلاحين نحو شركات الحليب الكثيرة والمتعددة والمنتشرة في مختلف ربوع المملكة ، ولولا مانع الإشهار لذكرت لك خمسة إلى ستة شركات متخصصة في جمع وتوزيع الحليب ، بإمكانها شراء الحليب وهو في ضرع البقرة ، و”اللي عندو باب واحد الله يسدو عليه ” ؟ ، أم أن الحليب لا يحلى إلا أذا كان مصدره الشركة المعلومة التي تستغل منصبك الحكومي الرسمي لتدافع عن مصالحها التجارية ، وكيف تربط مصالحها التجارية بمصلحة الوطن ؟ ، هل يعلم معالي الوزير أن ثمن الكيلو غرام من الحمص وصل مع اقتراب شهر رمضان الى 30 درهم للكيلو غرام الواحد بدون مقاطعة ؟ ، فماذا فعلت حكومتك مع هذا الغلاء الفاحش لمادة هي من فرائض مائدة الإفطار ؟ ، نخشى أن يصبح ثمن “جبانية الحريرة ” بثمن لتر من مازوط .

الذي يسيء للوطن يا معالي الوزير هم لصوص المال العام الذين يكتنزون خيرات الشعب في حساباتاهم البنكية ،أو يهربونه سرا نحو الخارج ، الذي يسيء إلى سمعة الوطن من يتعاقد مع الشعب خلال حملته الانتخابية فيستعمل الشعب سلما يصعد عليه نحو سدة الحكم ، ثم يكسر السلم ويكشر على الأنياب ، الذي يسيء إلى سمعة الوطن هو من يشتري أصوات الناخبين مستغلا فقرهم وجهلهم ، وأشكال الشراء عديدة ، لعل أبسطها الأداء “كاش” ، أما أشدها فهي تلك “التقية” ولبس ثوب الحملان الوديعة  .

أيها الوزير الناطق باسم الحكومة ، ليتك ما نطقت ، وليتك أبقيت تصريحك في صدرك ، فأنت كمن ينفخ على جمر المقاطعة فتلتهب وتستعر، وكلامك سيزيد “قطيع المقاطعين” إصرارا ، حتى صدق عليك القول “جا يكحلها عماها ” ، قد تكون غايتك إبعاد “تهمة المقاطعة ” عن حزبك للمحافظة على التماسك الحكومي فتحصل على شهادة حسن السيرة والسلوك ، لكن ما هكذا يتم تلفيف الرسائل ، فشتان بين تصريح حكومي يكون سياسيا وبين انتحار سياسي .

وعموما بيننا وبينكم يوم الاقتراع  ، يوم يعلم كل وزير ما قدم وكل حزب بما صرح ، وكل مسؤول كيف غرد وماذا خربش على حائطه ، والحمد لله على نعمة اليوتوب ، فهو لا ينسى وفيديوهاته لا تمحى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى