مجتمع
حضي راسك من الكارديان يافلان !؟

نتساؤل أحيانا ونحن نتجول في بعض مدن المملكة، ونتوقف هنا وهناك في الأماكن والساحات والأزقة، هل نحن فعلا الدولة التي تتوفر على أغلى مواقف السيارات في العالم.
أعطي هنا بعض الأمثلة ولكم أن تحكموا على صدق ما أقول، وأنني لا أستهدف عموم العاملين بهذا المجال الذين ينتمون في الغالب للطبقات الكادحة، بل أفضح الجشعين منهم، وأصحاب الرخص الذين لا هم لهم سوى جمع الأموال من جيوب المواطنين كيفما اتفق.
المثال الأول والذي كان صادما، هو موقف للسيارات بمراكش قرب ساحة جامع الفنا، حيث زرت المدينة الحمراء رفقة الأسرة بعد طول غياب، المهم قمت بالبحث عن المكان المناسب لوضع سيارتي لأتفاجأ بشخص يمدني بورقة عليها مبلغ 20 درهما، وبغلظة ووقاحة يطالبني بالدفع المسبق ودون مساومة وأيضا دون نقاش لأنه جد مشغول، فما كان مني إلا أن أصرخ في وجهه وأدفع له بعد أخد ورد 10 دراهم بالتمام والكمال لمدة ساعة واحدة فقط.
المثال الثاني تجرعت مرارته غير بعيد عن ساحة جامع الفنا وفي يوم عطلة، حيث توقفت لشراء بعض الحاجيات في مواقف إحدى الشركات المكلفة بالحراسة، وبما أن المكان كان مجانيا ذلك اليوم، رجعت الى السيارة وهممت بالمغادرة ليستوقفني شابان في مقتبل العمر، يطالبانني بآداء 10 دراهم ثمنا للوقوف لمدة خمس دقائق، معللين ذلك لكونهما يكتريان الموقف من الشركة خلال الأعياد والعطل، فما كان مني الا غلق الزجاج والإسراع بالإنصراف لعدم الدخول في مشادات كلامية أو عراك قد ينتهي إما في المستشفى أو مركز الشرطة.
الموقف الثالث حدث لي بمدينة حد السوالم، هذه المدينة الصغيرة القريبة من العاصمة الإقتصادية والآخدة في التوسع، أصبحت تتوفر على أسواق وأنشطة عديدة تستقطب البيضاويين نهاية كل أسبوع، وبالفعل كنت أحد الزوار الذين استهوتهم لشراء بعض الملابس التي يعرضها بعض المقيمين بالديار الإسبانية، وعند توقفي مباشرة قرب المكان المقصود، فاجأني شخص ما بتذكرة يبلغ ثمنها 10 دراهم، وبأسلوب غاية في القبح والفظاظة، حيث قال بالحرف “خلص أولا سير فحالك”.
نماذج كهذه كثيرة ومتعددة، والملام فيها، السلطات المحلية، التي تقف عاجزة أمام سطوة وجبروت، بعض الكارديانات الذين يضربون عرض الحائط بالقوانين المنظمة للمجال، وأيضا دفاتر التحملات التي قبلوا بها للحصول على رخص الإستفادة، فمتى ستتدخل السلطات للحد من هذه الفوضى المسيئة لمدننا وبلادنا، فحتى الأجانب لا يسلمون من جشع هؤلاء.