ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الثلاثاء بخزانة القرويين بفاس، حفل تقديم برنامج تأهيل المدارس العتيقة بالمدينة بعد خضوعها لأشغال الترميم، وافتتاحها لغرضي الإيواء والتعليم، في وجه طلبة سلكي “العالمية” وفن الخط بجامعة القرويين.
وبهذه المناسبة، ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق كلمة بين يدي جلالة الملك، أكد من خلالها أنه، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية المتعلقة بإيواء طلبة جامعة القرويين بهذه المدارس، “تم إسكان الطلبة في ثلاث مدارس من بين التي تم ترميمها مؤخرا، وهي المدرسة المحمدية ومدرسة الصفارين، ومدرسة ثالثة تم ترميمها من قبل وهي المدرسة البوعنانية”.
وأوضح الوزير أن الطاقة الإيوائية لهذه المدارس ارتفعت إلى 105 سريرا، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات بتنسيق مع رئاسة الجامعة لكي تعطى فرصة السكن بالأولوية لجميع طلبة الطور النهائي في جامعة القرويين.
إثر ذلك، قام جلالة الملك، أيده الله، بتوشيح عدد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاز عمليات ترميم ورد الاعتبار للمدارس العتيقة بالمدينة القديمة لفاس، والذي أعطى انطلاقته جلالة الملك سنة 2013.
وهكذا، وشح جلالة الملك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد السيد موحى وامان الكاتب العام لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط كلا من السادة محمد الكوراري مدير الأوقاف سابقا بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وعبد الهادي رزيقي رئيس قسم البناء والاستثمار بالوزارة ذاتها، ومحمد خمليشي رئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية جهة مكناس- فاس، وحسين لطفي رئيس المنطقة الحضرية فاس-المدينة، وفؤاد السرغيني المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس.
وبوسام المكافأة الوطنية من درجة فارس، وشح جلالة الملك المهندسين المعماريين السادة محمد أمزيان، ومحمد عمراني أبو روح، وعبد الفتاح لزرق.
ووشح جلالة الملك ايضا بنفس الوسام كلا من السادة خالد كريم بناني مدير مكتب للدراسات، ومولاي إسماعيل العلوي مدير الأشغال بوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، وسعيد أبو يعقوب مكلف بالعمل الاجتماعي بوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، ومحمد إدريسي المدير العام للمقاولة المغربية للاستشارة والبناء وكمال زهير المدير العام لمقاولة “التراث المعمار”، ومحمد بوعزاوي المدير العام لمقاولة “أندلس ديزاين”، ومحمد فكيكي معلم البناء التقليدي، ونبيل الخلفي معلم الزليج، ومحمد علمي حسني معلم النجارة، وعبد الرحمان لخليفي معلم الجبس.
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك، حفظه الله، بزيارة المدرسة المحمدية، المشيدة من طرف المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، والمدرستين المشيدتين إبان الفترة المرينية، وهما الصفارين والمصباحية، وكذا مدرسة الصهريج التي تحتضن سلك التكوين في فنون الخط.
كما قام جلالة الملك بزيارة دار المؤقت، التي تشكل في الآن ذاته مرصدا لفلكي عالم مكلف بمراقبة الأهلة وإعداد برمجة ومواقيت الصلاة، ومتحف تعرض فيه أدوات فلكية مغربية وعربية قديمة تعكس الاهتمام الذي كان يتم إيلاؤه للزمن- المكان في الثقافة الإسلامية.
وتأتي هذه المعالم التاريخية التي تم افتتاحها بعد خضوعها لأشغال الترميم، لتعزيز الصبغة الدينية التي تكتسيها مدينة فاس باعتبارها الحاضرة الأكاديمية والروحية للمملكة.
وقد جرى هذا الحفل بحضور المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) السيدة ارينا بوكوفا، والمدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) السيد عبد العزيز عثمان التويجري، ومستشارو جلالة الملك، وعدد من اعضاء الحكومة، والعديد من سامي الشخصيات.