ندوة على هامش الدورة الثانية لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي

أكد المشاركون في ندوة فكرية عقدت أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، حول موضوع : “الانتاج العربي المشترك بين الحلم والواقع” أن العالم العربي يتوفر على مؤهلات كبيرة لإنتاج المزيد من الافلام العربية المشتركة .وأجمعوا خلال هذه الندوة، المنظمة على هامش فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي (18-25 أكتوبر )، أن الانتاج المشترك بين البلدان العربية شهد تراجعا ملحوظا في الفترة الاخيرة مقارنة مع سنوات السبعينيات، لعدة أسباب مختلفة ومتباينة ، والتي بالإمكان تجاوزها اذا ما توفرت الارادة الاكيدة خاصة لدى المخرجين وأصحاب القرار.
ومن المتدخلين من ارتأى ضرورة الانطلاق من البعد الاقليمي في تحقيق المبتغى قبل التفكير في توسيع نطاق الإنتاج السينمائي على كافة الدول العربية، وذلك في إشارة إلى أن بلدان المغربي العربي لديها من القواسم المشتركة ما يساعدها على أن تفي بالغرض بالنظر للتقارب الحاصل فيما بينها من حيث لغة التواصل والثقافات والعادات والتقاليد وغيرها.وتوقف المشاركون عند سلسلة من التجارب العربية المشتركة التي لقيت نجاحا باهرا أهلها لتتخطى مجالها الجغرافي وتكتسي طابع العالمية من قبيل فيلم “الرسالة” ، مشيرين في هذا الصدد إلى أن المغرب على سبيل المثال يشكل فضاء للإنتاجات السينمائية العالمية في الوقت الذي يبقى فيه حضور الانتاج العربي المشرك دون الطموحات والتطلعات المراهن عليها.
واعتبروا أن الانتاج العربي المشترك ،ناهيك عن مساهمته في تقريب الأفكار والخبرات وتلاقح الثقافات، يشكل مجالا خصبا لتحقيق الانفتاح بشكل واسع ، وكذا لجني ايرادات مهمة تحفز على مضاعفة الجهود بين مختلف مكونات الحقل الابداعي والفني وخاصة في مجال الفن السابع.
وفي سياق آخر تمت الاشارة خلال هذا اللقاء التواصلي، الذي حضرته وجوه سينمائية من المغرب والعالم العربي، إلى أن عملية الانتاج المشترك أضحت شيئا متجاوزا بين دول الاتحاد الاوربي التي اعدت ترسانة قانونية تفرض على مختلف القنوات بث نسب معينة من الانتاجات الصادرة عن مختلف دول القارة العجوز ، الشيء الذي ساهم في مضاعفة انتاج الافلام بشكل غير مسبوق.ويذكر أن برنامج النسخة الثانية من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي يتضمن ،فضلا عن الندوات والمحاضرات الموضوعاتية وورشات العمل، مشاركة 71 فيلما طويلا وقصيرا في المسابقة الرسمية في عروض البانوراما، إلى جانب تكريم نجوم فنية مغربية وعربية ممن أغنت بمساهماتها المشهد السينمائي العربي وفي مقدمتها النجم السوري دريد لحام، وهاني رمزي وسعيد حامد من مصر ، وداوود حسين من الكويت، وعزيز داداس وزهور السليماني ومحمد عبد الرحمان التازي من المغرب.