مجموعة غنائية شبابية تصنع العجب العجاب بجهة درعة تافيلالت

لقد عرفت الساحة الفنية بمدينة ورزازات بزوغ فجر مجموعة فنية أمازيغية شبابية واعدة سنة 2009 ، حملت إسم مجموعة Imorig التي يرجع الفضل في تأسيسها إلى شاب طموح قادم من قرية أوزدين بمنطقة أكدز يتعلق الأمر بالمايسترو أحمد أيت الحاج ، لتصنع بعد ذلك مجموعة Imorig تاريخا جديدا في الفن الأمازيفي الملتزم بإقليم الألف أعجوبة و أعجوبة خاصة بعد دخول طاقات شابة جديدة ساهمت في تطور هذه المجموعة على غرار الشاب المتألق عبد الصمد أبو طالب و الشابة صاحبة الصوت الرومانسي الإستثنائي الآنسة زهيرة أيت بن يحيا ، و للمعلومة فإن زهيرة هي حفيدة أسطورة الأغنية الأمازيغية الرايس بن يحيا رحمه الله ، و تجذر الإشارة إلى هذا الثلاثي الرائع ( أحمد أيت الحاج ، زهيرة أيت بن يحيا، عبد الصمد أبو طالب. ) قد حقق إنجازا تاريخيا سنة 2015 شرف به مدينة ورزازات بل جهة درعة تافيلالت من خلال الفوز بالمرتبة الأولى في برنامج ” Inouraze” الخاص بالبحث عن المواهب الفنية الغنائية ، وقد كان هذا الإنجاز أكبر دليل على وجود طاقات شبابية في منطقة تسمى بالمغرب غير النافع .
إن هذا الإنجاز التاريخي فتح أبوابا واسعة أمام مجموعة Imorig التي شهدت دخول عناصر شابة جديدة ليصبح بذلك عدد أفراد المجموعة سبعة طاقات فريدة ومليئة بالطموح و الإبداع ، كما أن إنجاز سنة 2015 مكن هذه المجموعة الغنائية الرائعة من المشاركة في العديد من الملتقيات الفنية المحلية و الإقليمية من خلال إعتماد هذه المجموعة على طريقة عصرية في أدائها لمجموعة من الأغاني الأمازيغية التاريخية على غرار أغاني الرايس بن يحيا ، كما أن مجموعة Imorig قد مزجت في غنائها بين أصالة الموروث الأنتربولوجي الأمازيغي و بين مستجدات الساحة الغنائية العصرية ، و في هذا الإطار لابد من الإعتراف بأن كل ما وصلت إليه هذه المجموعة الغنائية هو نتيجة للطموح القوي لأعضاء المجموعة و للإرادة الحديدية التي كانت أهم سمات هذه النجاحات ، في ظل غياب أي دعم مادي أو لوجيستيكي من طرف مسؤولي مدينة ورزازات بإستثناء مبادرات فردية ساهمت في تشجيع مجموعة Imorig على غرار الفنان الأمازيغي المشهور الأستاذ موحا ملال الذي كان مساندا رسميا لهذه المجموعة ، كما يجب الإشادة أيضا بمؤسسة دار الشباب حي المقاومة بمدينة ورزازات على مساعدتها القيمة لإنحاح مسار هذه المجموعة الفنية ، و في هذا الإطار نضع الكثير من علامات الإستفهامات و التعجب بخصوص دور المؤسسات العمومية المحلية في تشجيع أمثال هذه المجموعات الشبابية ، فكيف يعقل أن لا يتم تشجيع و تحفيز مثل هذه الطاقات الشابة التي أعطت الغالي و النفيس من أجل تشريف مدينتها؟ كما نستغرب أيضا من التمييز السلبي الذي يواجه معظم المجموعات الغنائية المحلية بحيث يتم تفضيل المجموعات التي تمثل مناطق أخرى عن المجموعات الغنائية التي تمثل مدينة ورزازات ، إذ تعتبر الطاقات الغنائية الورزازية ثانوية تعطى لها تعويضات هزيلة مقارنة بالمجموعات الغنائية الآتية من مدن أخرى ، وهنا نتساءل : هل بهذه الطريقة يتم تشجيع الموروث الفني المحلي ؟ هل بهذه الطريقة يتم تحفيز الطاقات الغنائية الصاعدة ؟ لماذا لا يتم مساعدة هذه المجموعات الفنية الشابة على غرار مجموعة Imorig التي تستعد لإطلاق أول ألبوم غنائي خاص بها في ظل ضعف إن لم نقل إنعدام الإمكانيات المادية ؟
في الختام نتمنى من جميع الغيورين على مدينة ورزازات دعم و تحفيز هذه المجموعة الغنائية التي صنعت تاريخا جديدا ، مجموعة فنية صاعدة بإمكانيات مادية شبه منعدمة لكن بإرادة فولاذية تحدت بها جميع الصعاب بفضل جمهور ورزازي ساهم من خلال تشجيعاته المتواصلة في إستمرار تألق هذه المجموعة .