رسالة إلى جلالة الملك : سلامة سفينتنا في سلامتكم كربان لها

•محمد الشمسي
عندما شاهدت جلالة الملك يستقبل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء بصورة مباشرة ليلة الثلاثاء وهو يرتدي الكمامة الطبية الواقية، خشيت على جلالته من أي مكروه مع هذا الوباء الملعون المذموم.
ومرد خوفي على جلالته نابع من إخلاصي الصادق له، ليس رياء ولا طمعا، بل هي محبة خالصة يشاطرني فيها كل المغاربة الأحرار المخلصين .
ولست أنا من يشير على جلالته كيف يصدر تعليماته ويمارس اختصاصاته ، لكن هذا البلد وهذا الشعب ليس لهما بعد الله غير هذا الملك الطيب الحكيم والحازم ، وقد كنت أتمنى لو يتم تدبير طرق بديلة لأي لقاء مباشر مع المسئولين، وكثيرة هي الوسائل التي لا يتحقق فيها حتى مجرد الاقتراب من جلالته، ونحن نعلم ظروفه الصحية ونستحضرها بخوف عليه كما نخاف على أي قريب عزيز على قلوبنا، لأن سلامة السفينة رهينة بسلامة الربان، وسلامة الاثنين معلق على مهارة الربان وعلى قوة بدن السفينة، وفي المغرب شعب متين جبار، يقوده قائد خبير ضليع حصيف ، وستنجو سفينتنا من هذه العاصفة بحول الله.
يا صاحب الجلالة، في خضم تفشي الوباء، انبريتم زعيما مقداما صلبا، وأنتم تضعون كل القوانين والقرارات والميزانيات والاجتماعات في خدمة الشعب، حتى استحقت التجربة المغربية بفضلكم أن تكون درسا يتعلم منه أولو الألباب.
وإنه لئن كان مرضى هذا الوباء هم في أقل من المائة في أكثر من شهر من عمر هذه الجائحة فإن الفضل في ذلك ـــ بغض النظر عن أن كتابهم لم يحل بإذن من الله ــ ، أقول إن الفضل في ذلك يعود لرعايتكم السامية التي أوليتموها لهم بشجاعة وثبات وإحكام ، تجاوزنا بها خصاص صحتنا، و رغم أن الموت بأجله، فإن الإسعاف والعناية والمراقبة ينقذون المريض من أجل متوقع ليقودونه إلى أجله المحتوم .
وإذ أجدد لكم مودتي وحبي، فإني بدافع هذا الحب آمل أن يبقى اتصالكم مع المسئولين بعيدا عن أن يكون في فضاء مشترك، فهذا الفيروس لئيم غادر وهو يركب ذرات الهواء ويحتمي وسطها، ويتربص بالأجساد، وهذه السيول قد خاصرتنا وليس لنا بعد الله غير حسن سدادكم، وجميل صوابكم، حتى نتخطى خلفكم هذا الابتلاء، ثم نعود معا لاستكمال المسيرة التنموية التي رسمتم معالمها، والتي تدور في مجملها لإسعاد الإنسان.
وفقكم الله يا جلالة الملك وحفظنا فيكم، وحفظ هذا الوطن آمنا، وأبقى هذا الشعب متعاضدا مترابطا وراءكم.